سُفيانُ: أستيقن الزُّهْري حدّثنيهِ مِراراً لستُ أُحصيهِ من فيه يُعيدُه ويُبديهِ عن سالمٍ عن أبيهِ.
ورَوى الترمِذِيُّ، وابنُ ماجَةَ من حديثِ محمدِ بنِ بَكرٍ البُرْسانيِّ عن يونسَ عن الزُّهْري عن أنسٍ، قالَ: " كانَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَمشي أمامَ الجنازةِ، وأبو بَكر، وعمرُ، وعثمانُ " (٥)، قالَ البخاريُّ: أخطأ فيهِ محمدُ بنُ بكْر، إنّما يُرْوى عن يونسَ عن الزُّهْري مُرْسَلاً، وهو أصحُّ.
عن الشَّعْبيِّ، قالَ: " غَسَّلَ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، عليٌّ، والفضلُ، وأُسامةُ، وهو أدخلوهُ قبرَهُ " (٦)، رواهُ أبو داود.
وفي روايةٍ لهُ عن الشَّعْبي عن أبي مُرَحَّبٍ: " أنَّ عبدَ الرّحمن بنَ عَوْفٍ نزَلَ في قبرِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، قالَ: كأنّي أنظرُ إليهم أربعة " (٧).
ورواهُ أبو يَعْلى المَوْصِليُّ فقالَ: عن الشَّعْبي عن ابنِ عباسٍ: فذكَرَهُ.
عن جابرٍ: " أنّ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ زجرَ أن يُقْبَرَ الرّجلُ بالليلِ، حتّى يُصَلّيَ عَليه إلا أنْ يُضْطرَّ إنسانٌ إلى ذلكَ " (٨)، رواهُ مسلم في حديثٍ طويلٍ.
عن هشامِ بنِ عامرٍ، قالَ: " جاءتِ الأنصارُ إلى رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فقالوا: أصابَنا قرْحٌ وجَهْدٌ، فكيفَ تأمرُ؟ قالَ: احْفِرُوا، وأوْسِعوا، وأعْمِقوا وأجْعَلوا الرّجلينِ والثلاثةَ في القبرِ، قيلَ: فأيُّهُم يُقَدَّمُ؟ قالَ: أكثرُهُم قُرآناً " (٩)، رواهُ أحمدُ، وأهلُ السُّننِ، وصحَّحهُ الترمِذِيُّ، فيه دلالةٌ على تعميقِ القبرِ، قالَ في المُهَذَّبِ: لأنَّ عمرَ أوصَى أن يُعَمَّقَ القبرُ قامةً وبَسْطةً.
(٥) رواه الترمذي (٢/ ٢٣٨) وابن ماجة (١٤٨٣).
(٦) رواه أبو داود (٢/ ١٩٠)، والبيهقي بلفظه من طريقه (٤/ ٥٣).
(٧) رواه أبو داود (٢/ ١٩٠)، والبيهقي من طريقه أيضاً (٤/ ٥٣).
(٨) رواه مسلم (٣/ ٥٠).
(٩) رواه أحمد (٤/ ١٩)، وأبو داود (٣٢١٥ و ٣٢١٦) والنسائي (٤/ ٨٠) والترمذي (١٧١٣) وابن ماجة (١٥٦٠).