٥ - كتابُ الصِّيامِ
قالَ اللهُ تعالى: " يا أيها الذين آمنوا كُتبَ عليكم الصيام كما كُتِبَ على الذين من قَبلِكم لعلّكم تتقون "، إلى أن قال: " شهرُ رمضانَ الذي أُنْزل فيهِ القرآن هُدىً للناسِ وبيناتٍ من الهُدى والفُرقان، فمَنْ شَهِدَ منكم الشهرَ فليصمه. . " الآية.
والأحاديثُ في ذلكَ كثيرةٌ منها:
حديثُ ابنِ عمرَ: " بُنيَ الإسلامُ على خَمْس، فذكَرَ منها الصّيامَ " (١). وقد تقدّمَ.
وتقدّمَ حديثُ: " رُفعَ القلمُ عن ثَلاثةٍ " (٢) في كتابِ الصّلاةِ.
عن سَلَمةَ بنِ الأكْوَعِ، قالَ: " لما أنزَلَ اللهُ: " وعلى الذينَ يُطيقونَهُ فِدْيةٌ طَعامُ مِسكينٍ "، كانَ من أراد أن يُفطرَ ويَفتديَ حتى أنزَلَ اللهُ التي بعدَها " (٣). أخرجاهُ، يعني قولهُ: " فمَنْ شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ".
وقالَ ابنُ عبّاسٍ: " لَيْستْ مَنسوخةً، هيَ للشيخِ الكبيرِ والمرأةِ الكبيرةِ لا يستطيعانِ أن يَصوما، فَيُطْعِمانِ مَكانَ كلّ يومٍ مِسْكيناً " (٤)، رواهُ البخاريُّ.
وحجّةُ القولِ الآخرِ حديثُ عائشةَ: " رُفِعَ القلمُ عن ثَلاثة: عن النائم حتى يَستيقظَ، وعن الصَّغيرِ حتى يكبُرَ، وعن المُبْتَلي حتى يَبْرأ " (٥)، رواهُ أبو داود.
وفي حديثِ عليٍّ: " وعن الخَرِفِ "، ولكن قصَارى هذا أنهُ لمْ يُذكَر فيهِ الفِدْيةُ، وقد بيَّنَ ذلكَ ابنُ عباسٍ.
(١ - ٢) تقدم.
(٣) رواه البخاري (١٨/ ١٠٦) ومسلم (٣/ ١٥٤).
(٤) رواه البخاري (١٨/ ١٠٥).
(٥) رواه أبو داود (٢/ ٤٥١)، وحديث علي رواه أبو داود (٢/ ٤٥٣).