عبّاس يقولُ: " صوموا التاسعَ والعاشِرَ، ولا تَشَبّهوا باليَهودِ " (٦).
عن قتادةَ بنِ مِلْحانَ، قال: " كانَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يأمُرنا بصيامِ أيّامِ البيضِ، ثلاثَ عشْرةَ، وأربعَ عشْرةَ، وخمْسَ عَشْرةَ " (٧)، رواهُ أحمدُ، وأبو داود، والنسائيُّ.
ولهُ عن ابنِ عبّاسٍ (٨)، وجَريرٍ (٩) مِثْلُ ذلكَ.
عن أبي قَتادَةَ: " أنّ رسول اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ سُئِلَ عن صوم يومِ الإثنينِ، قالَ: ذاكَ يومٌ وُلِدْتُ فيهِ، ويومٌ بُعِثْتُ، أو أُنزِلَ عليَّ فيهِ " (١٠)، رواهُ مُسلم.
وعن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قالَ: " تُعْرَضُ الأعمالُ يومَ الاثنينِ والخميسِ، فأُحبُّ أن يُعْرضَ عمَلي وأنا صائِمٌ " (١١)، رواهُ أحمدُ، وابنُ ماجَةَ، والترمِذِيُّ، وقالَ: حسَنٌ غريبٌ، وأصلُهُ في مُسلمٍ بدونِ ذكرِ الصَّومِ.
ولأحمد، وأبي داود، والنَّسائيِّ عن أُسامةَ بنِ زَيْدٍ: مِثْلُهُ " (١٢) معَ ذكرِ الصومِ.
قالَ اللهُ: " ولا تُبْطِلُوا أعْمالَكُمْ "، وهذا عامٌّ في الأعمالِ كلِّها، فَرْضِها ومَندوبِها إلا ما أخرجَهُ الدليلُ، فمن ذلكَ صومُ التطوّعِ لما تقدَّمَ في حديثِ عائشةَ، قالتْ: " ودخلَ عليَّ يوماً آخر، فقلتُ: يا رسولَ اللهِ أُهديَ لنا حَيْسٌ، فقالَ: أرِينيهِ، فلقد أصبحتُ صائماً، فآكلَ منهُ " (١٣)، رواهُ مسلم.
وعن أبي جُحَيْفةَ، قالَ: " آخى النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بينَ سلْمانَ وأبي الدَّرداءِ، فزارَ سَلْمانُ أبا الدَّرْداءِ، فقرَّبَ أبو الدّرداءِ لسَلْمانَ طعاماً، فقالَ: كلْ فإنّي صائمٌ، فقالَ: ما أنا بآكلٍ حتى تأكُلَ، قالَ: فأكلَ، وذكرَ الحديثَ، وفيهِ: " فأتيا النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فذكرا ذلكَ لهُ،
(٦) رواه الشافعي (١/ ٢٧٣) من بدائع المنن في ترتيب مسند الشافعي والسنن.
(٧) رواه أحمد (الفتح الرباني ١٠/ ٢١٦) وأبو داود (١/ ٥٧٠) والنسائي (٤/ ٢٢٥).
(٨) رواه النسائي عن أبي ذر (٤/ ٢٢٣).
(٩) رواه النسائي (٤/ ٢٢١).
(١٠) رواه مسلم (٣/ ١٦٨).
(١١) رواه أحمد (الفتح الرباني ١٠/ ٢٢٧) وابن ماجة (١٧٤٠) والترمذي (٢/ ١٢٤).
(١٢) رواه أحمد (الفتح الرباني ١٠/ ٢٢٦) وأبو داود (١/ ٥٦٨) والنسائي (٤/ ٢٠١).
(١٣) رواه مسلم (٣/ ١٦٠).