رأيتُ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يتَوضَّأُ " (١١)، رواهُ مُسلمٌ في حديثٍ طَويل، ففي هذا دلالةٌ على إدخالِ المِرْفَقينِ في الغسلِ.
- فأمّا حديثُ جابرٍ: " أَنَّهُ وصَفَ وضوءَ رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فلَمّا بلَغَ المِرْفَقَينِ أَدارَ بيدِهِ عَلَيهما " (١٢)، فإنّهُ حديثٌ ضعيفٌ، رواهُ الدارَقُطنيُّ من روايةِ القاسِمِ بن محمدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عَقيلِ عن جدّهِ عن جابر، والقاسم متروك، وجدُّهُ فيهِ ضَعفٌ.
- عن عبدِ اللهِ بنِ زَيدٍ المازنيّ: " أَنَّهُ وَصَفَ وضوءَ رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فذكرَ الحديثَ، إلى أَن قال: " فَبدَأَ بمُقَدِّمِ رأسِهِ حتّى ذهبَ بِهما إلى قَفاهُ، ثُمَّ رَدَّهما إلى المَكانِ الذي بَدأَ مِنهُ " (١٣)، أَخرجاهُ.
- عن عثمانَ بنِ عفّانَ: " أَنَّهُ مسَحَ رأسَهُ ثَلاثاً، وقال: هكذا رأيتُ رسولَ اللهِ صَلّى اللهِ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يَفعَلُ " (١٤)، رواهُ أَحمدُ، وأَبو داودَ، ولَهُ طرُقٌ عَنهُ، إلاّ أَنّهُ غَريبٌ، وقَدْ عَلَّلَهُ أَبو داودَ، وقالَ: أحاديثُ عثمانَ الصِّحاحُ كُلُّها تَدلُّ عَلى مَسْحِ الرأسِ أنّهُ مرّة، وقالَ ابنُ الصلاحِ، والنواويُّ: هذا: حديثٌ حسَنٌ، ورُبّما ارتفَعَ مِن الحُسنِ إلى الصحَّةِ لشَواهدِهِ.
- وعن عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ: " أَنَّ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَخَذَ لأُذنيهِ ماءً خلافَ الماءِ الذي أَخذَ لرأسِهِ " (١٥)، رواهُ البيهقيُّ، وقال: صحيح، وقالَ ابنُ الصَّلاحِ: حسَن.
- عن ابنِ عبّاسٍ: " أنَّ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ مسَحَ برأسِهِ وأُذنيهِ ظاهِرِهما، وباطنِهما " (١٦)،
(١١) رواه مسلم (١/ ٢١٦).
(١٢) رواه الدراقطني (١/ ٨٣) وقال: فيه ابن عقيل ليس بقوي.
(١٣) تقدم تخريجه في الهامش "٥".
(١٤) أحمد (الفتح الرباني ٢/ ٣٢، ٣٣)، وأبو داود (١٠٧، ١١٠)، والبيهقي في الصغرى (٧١).
(١٥) رواه أحمد (الفتح ٢/ ٣٤)، وابن خزيمة ولفظهم: " ومسح بماء غير فضل يده " (١٥٤)، البيهقي في الكبرى (١/ ٦٥)، والصغرى (٤٧) ورواته ثقات.
(١٦) رواه أحمد (الفتح الرباني ٢/ ١٥، ٢/ ٢٦)، وأبو داود (١٢٣)، وابن ماجة (٤٣٩)، والترمذي (٣٦) وقال: حسن صحيح.