٣٢ - بابُ: الهِبَةِ
عن أبي هريرةَ، قالَ عليهِ السّلامُ: " يا نساءَ المؤمناتِ، لا تَحقِرَنَّ جارةٌ جارتَها وَلوْ بِفرْسَنِ شاةٍ " (١)، أخرجاهُ.
ففيه الحَثُّ على الهباتِ، والهَدايا، وصَدَقاتِ التطَوُّعِ.
عن مَيْمونةَ بنتِ الحارثِ الهِلاليةِ أمِّ المؤمنين " أنها أعْتقتْ وليدةً لها، ولمْ تَستأْذِنْ النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلّمَ، فلما كانَ يومُها الذي يدوُ علَيْها فيهِ، قالتْ: يا رسولَ اللهِ: أشعرتَ أني أعتقْتُ وَليدَتي؟ قالَ: أو فَعلتِ؟ قالتْ: نعَمْ، قالَ أمّا أنّكِ لَوْ أعْطيتِها أخوالَكِ، كانَ أعظمَ لأجرِكِ " (٢)، أخرجاهُ.
فدَل على أنّ الهِبةَ للأقاربِ أفضلُ من غيرِهم.
عن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ، قالَ: " تصدَّقَ عليَّ أبي ببعضِ مالهِ، فقالتْ أُمّي عَمْرةُ بنتُ رَواحةَ: لا أرضى حتّى تُشهِدَ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، فانطلَقَ أبي إلى رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ لِيُشهِدَهُ على صَدقَتي، فقالَ لهُ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: أفعَلتَ هذا بوَلَدِكَ كلِّهمْ؟، قالَ: لا، قالَ: اتّقوا اللهَ واعدِلوا في أولادِكُمْ، فرجعَ أبي، فردَّ تلكَ الصّدقةَ " (٣)، أخرجاهُ، ولفْظُهُ لمسلمٍ.
ولهُ أيضاً، قالَ: " فكلُّ إخوتِهِ أعْطيتَهُ كما أعطيتَ هذا، قالَ: لا، قالَ: فَردَّهُ " (٤).
عن أبي هريرة، قالَ عليهِ السّلامُ: " العُمْرى جائزةٌ " (٥)، أخرجاهُ.
(١) البخاري (١٣/ ١٢٥) ومسلم (٣/ ٩٣).
(٢) البخاري (١٣/ ١٥٢) ومسلم (/ ٨٠).
(٣) البخاري (١٣/ ١٤٥) ومسلم (٥/ ٦٤).
(٤) مسلم (٥/ ٦٥).
(٥) البخاري (١٣/ ١٨٠) ومسلم (٥/ ٦٩).