وفي حديثِ ثُمامَةَ بنِ أُثال: " أَنّ رسولَ اللهِ صَلى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَمرَهُ أَن يَغْتَسِلَ لما أَسْلمَ " (٩) كذا جاءَ في " مُسْنَدِ أَحمد " وابنِ خُزَيْمةَ، من روايةِ أَبي هُريرةَ، ولكنهُ في " الصحيحين " عن أَبي هُريرةَ: " أَنَّهُ انطَلَقَ إلى نَخْلٍ قَريبٍ من المَسجدِ فاغْتَسلَ، ثُم جاءَ فأَسْلَمَ ".
عن عائِشةَ، قالَتْ: " لَما ثَقُلَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَليْهِ وَسَلّمَ في مَرَضهِ الذي ماتَ فيهِ، قالَ: أصلّى الناسُ؟ فقالوا: لا يا رسولَ اللهِ، وهُمْ يَنتظِرونَكَ، فَقالَ: ضَعوا لي ماءً في المِخْضَبِ، قالَتْ: فَفَعَلْنا فاغتَسلَ، ثُمّ ذَهَبَ لِينوءَ فأُغْمِيَ عَليهِ، ثُمّ أَفاقَ، فقالَ: أَصلّى الناسُ؟ قُلنا: لا، وهم يَنتظرونكَ، قالَ: ضَعوا لي ماءً في المِخْضَبِ، قالت: فاغتسَلَ، ثُمّ ذهَبَ لِينُوءَ فأُغْمِيَ عَليهِ، ثُمّ أَفاقَ وذكَرتِ الحديثَ في اغتسالِهِ إثرَ الإغْماءِ " (١٠)، وهو في " الصَّحيحين "، فإذا شُرعَ الاغْتِسالُ من الإغْماءِ، فَمشروعيّتُهُ للمجنونِ بطريقِ الأَولى.
قالَ الشافعيّ: بلَغين أَنهُ قَلَّ مجنونُ يُجَنُّ إلا ويَحتلِمُ.
عن زَيْدِ بنِ ثابتٍ: " أَنّهُ رأى النبيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ تجرّدَ لإحرامِهِ واغْتسَلَ " (١١)، رواهُ الترمِذِيُّ، وقالَ: حسَنٌ غَريبٌ، وهو من روايةِ عبدِ الرحمنِ بنِ أَبي الزّنادِ، وقد اخْتُلِفَ فيهِ.
وَرَوى أَحمدُ عن عائشةَ نحوَهُ.
وفي حديثِ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ الذي في المَناسِكِ: أَنّ أَسماءَ بنتَ عُمَيْسٍ ولَدَت محمدَ بنَ أَبي بَكرٍ بالشجرةِ التي عندَ ذي الحُلَيْفةِ، فأَرسَلَتْ إلى رسولِ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ:
(٩) رواه أحمد (الفتح الرباني ٢/ ٤٨ و ٢١/ ٨٨)، والبخاري (٦/ ٢٩٥)، ومسلم (٣/ ١٣٨٦)، وابن خزيمة (٢٥٢ و ٢٥٣).
(١٠) رواه البخاري (١/ ٣٣٣)، ومسلم (١/ ٣١١)، وابن خزيمة (٢٥٧).
(١١) رواه الترمذي (٨٣٠) وفيه: تجرد لإهلاله واغتسل، بدل تجرد لإحرامه.
ورواية أحمد عن عائشة (الفتح الرباني ١١/ ١٢٣).