١١ - بابُ: قتال المشركين
قالَ اللهُ: " وقَاتِلوهُمْ حتّى لا تكونَ فتْنَةٌ ويكونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله. . الآية ".
وقالَ تعالى: " إنّ الذينَ تَوفَّاهُمْ المَلائِكَةُ ظَالمِي أنْفُسهِمْ قالُوا فيمَ كُنْتُمْ قالوا كُنَّا مُستضْعَفينَ في الأرضِ قالُوا ألمْ تَكنْ أرضُ اللهِ واسعَةً فتهاجِرُوا فيها فأولئكَ مأواهُمْ جَهَنّمُ وساءَتْ مَصيراً. إلا المستضعَفينَ مِنَ الرّجالِ والنّساءِ والوِلدانِ لا يستطيعونَ حيلةً ولا يَهتدونَ سبيلاً. فأُولئكَ عَسى اللهُ أنْ يَعفوَ عنهُمْ وكانَ اللهُ عفوَّاً غَفوراً ".
عن جريرِ بنِ عبدِ الله: أنَّ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، قالَ: " أنا بريءٌ من كلِّ مسلمٍ يُقيمُ بينَ أظهرِ المشركينَ، قالوا: يا رسولَ اللهِ، ولمَ؟، قالَ: لا ترآى ناراهُما " (١)، رواهُ أبو داودَ، والترمذيُّ بإسنادٍ صحيحٍ.
وعن سَمُرَةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ: " مَنْ جامعَ المشركَ وسكنَ معَهُ، فهو مِثْلهُ " (٢)، رواهُ أبو داودَ.
عن عبد الله بن السعدي: أنَّ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، قالَ: " لا تنقطع الهجرةُ ما قوتِلَ العَدُوُّ " (٣)، رواهُ أحمدُ، والنسائيُّ.
عن عبّاسٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ، قالَ: " لا هجرةَ بعد الفتحِ ولكنْ جهادٌ ونيّةٌ، وإذا استُنْفِرتُم فانْفِروا " (٤)، أخرجاهُ.
وقالتْ عائشةُ: " لا هجرةَ اليومَ، كانَ المؤمنُ يفرُّ بدينِهِ إلى الله ورسولِهِ مخافةَ أن
(١) أبو داود (٢/ ٤٣ جهاد ١٠٤) والترمذي (٣/ ٨٠)، قلت: والنسائي (٨/ ٣٦) عن قيس.
(٢) أبو داود (٢/ ٨٤).
(٣) أحمد (المتن ٥/ ٢٧٠) والنسائي (٧/ ١٤٧) بلفظ (الكفار).
(٤) البخاري (١٤/ ٧٩) ومسلم (٦/ ٢٨).