وقال ابن حبان: كان سيئ الحفظ, فاستحق الترك١.
وقال٢ أبو جناب يحيى بن أبي حية, وقد تقدم الكلام فيه وأنه ضعيف:
أخبرنا عكرمة عن ابن عباس بمثله، غير أنه قال بدل "ركعتي الفجر" "النحر"٣.
وأما تحريم الزكاة, فهذه من صفات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإنه كان لا يأكل الصدقة, ويأكل الهدية.
١٨٩- وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "أخذ الحسن بن علي تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه, فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كخ كخ, ارم بها، أما علمت أنّا لا نأكل الصدقة؟ " " رواه البخاري ومسلم.
ولمسلم: "أما علمت أنّا لا تحل لنا الصدقة؟ " ٤.
١ في المجروحين ٣/ ٢٥ قال عنه: كان يرفع المراسيل, ويسند الموقوفات, ويخالف الثقات في الروايات من سوء حفظه. فلما سلك غير مسلك المتقنين, وفحش ذلك منه عدل به غير مسلك العدول, فاستحق الترك. وقال عنه في ترجمة أخيه حبان ١/ ٢٦١: مندل وحبان ابنا علي ليس حديثهما بشيء.
"قلت": وقال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو زرعة: لين. وقال ابن عدي: له غرائب وأفراد. وقال ابن نمير: حبان وأخوه مندل في أحاديثهما بعض الغلط. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: كان البخاري أدخل مندل في كتاب الضعفاء.
انظر هذا وغيره في الجرح والتعديل ٨/ ٤٣٤, ٤٣٥, وتهذيب التهذيب ١٠/ ٢٩٨, ٢٩٩.
٢ في ف "قال".
٣ تقدم الكلام عليه في حديثه. انظر الحديث رقم "٨" وتخريجه.
٤ البخاري في كتاب الزكاة, باب "٥٧" أخذ صدقة التمر عند صرام النخل, وهل يترك الصبي فيمس تمر الصدقة؟
وفي باب "٦٠" ما يذكر في الصدقة للنبي صلى الله عليه وسلم "٢/ ١٣٤, ١٣٥".
وفي كتاب الجهاد, باب "١٨٨" من تكلم بالفارسية والرطانة ... إلخ ٤/ ٣٦.
ومسلم في كتاب الزكاة, باب تحريم الزكاة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعلى آله, وهم بنو هاشم وبنو المطلب دون غيرهم, حديث "١٦١" ٢/ ٧٥١ واللفظ له.
والرواية التي أشار إليها المصنف ذكرها بعد حديث الباب بإسناد آخر.
وأخرجه الدارمي في كتاب الزكاة, باب الصدقة لا تحل للنبي -صلى الله عليه وسلم- ولا لأهل بيته ١/ ٣٨٧.
توضيح:
"كخ كخ" في الحديث -بكسر الكاف وفتحها، وبتسكين الخاء وكسرها، وبتنوين وغير تنوين- هي كلمة تقال للصبي؛ ردعا له وزجرا عن شيء فعله, لا يحسن فعله.
انظر مادة كخّ في النهاية ٤/ ١٥٤.