والحافظ أبو بكر البيهقي في دلائل النبوة.
وذلك أن أهل مكة بعثوا رهطا منهم إلى اليهود يسألونهم عن أشياء يمتحنون بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالوا لهم: سلوه عن ثلاث، فإن عرفها فهو نبي. سلوه عن أقوام ذهبوا في الأرض فلا يدرى ما صنعوا. وسلوه عن رجل بلغ مشارق الأرض ومغاربها. وسلوه عن الروح. فلما رجعوا سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقال: "غدا أجيبكم" وتأخر الوحي بضعة عشر يوما, والقصة طويلة مشهورة.
قوله: وأيضا: "كلكم جائع إلا من أطعمته" ١.
١٩٧- عن أبي ذر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يروي عن ربه عز وجل٢: "قال: يا عبادي, إن حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا. يا عبادي, كلكم ضالّ إلا من هديته ٣، فاستهدوني أهدكم. يا عبادي, كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم ... ".
الحديث بطوله، رواه مسلم٤.
١ انظر مختصر المنتهى ص"١٢٧".
٢ وهذا يسمى بالحديث القدسي, وهو: ما كان لفظه من عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- ومعناه من عند الله بالإلهام أو المنام. وقيل في تعريفه غير ذلك.
انظر قواعد التحديث للقاسمي ص٦٤.
٣ في ف: "هديت" وفي الأصل والصحيح كما أثبته.
٤ مسلم في كتاب البر والصلة والآداب, باب تحريم الظلم, حديث "٥٥" ٤/ ١١٩٤.
وتمام الحديث:
" ... يا عبادي, كلكم عارٍ إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم. يا عبادي, إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا, فاستغفروني أغفر لكم. يا عبادي, إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني. يا عبادي, لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا. يا عبادي, لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئا. يا عبادي, لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته، ما نقص ذلك مما عندي =