قوله: قالوا: "لولا أن أشق". أحجنا هذا لعامنا أو للأبد؟ فقال: "للأبد"، و "لو قلت: نعم لوجبت" ١.
هذان٢ حديثان، الأول:
٣٥٧- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لولا أن أشق على أمتي, لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة".
رواه الجماعة٣.
وأما الثاني:
٣٥٨- فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أيضا قال:
"خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "يا أيها الناس, قد فرض عليكم الحج فحجوا".
فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لو قلت: نعم لوجبت, ولما استطعتم" ".
رواه مسلم٤.
٣٥٩- وفي حديث جابر عند مسلم: "لما أمرهم بالفسخ قام سراقة بن مالك ٥ بن جعشم٦ فقال: يا رسول الله, ألعامنا هذا أم للأبد؟ فشبك
١ انظر القولة في مختصر المنتهى ص"٢٣٠".
٢ في ف: "وهذان".
٣ تقدم تخريجه في الحديث رقم "٥".
٤ مسلم في كتاب الحج, باب فرض الحج مرة في العمر, حديث "٤١٢" ٢/ ٩٧٥, وتتمة الحديث:
ثم قال: "ذروني ما تركتكم. فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم. فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم, وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه".
وأخرجه النسائي في كتاب المناسك, باب وجوب الحج ٥/ ١١٠, ١١١.
٥ ساقطة من النسختين, وأثبتناها من الصحيح.
٦ في ف: "خثعم" وهو خطأ.
وهو: سراقة بن مالك بن جعشم -بضم الجيم وسكون العين وضم الشين- الكناني المدلجي، يكنى أبا سفيان، هو الذي أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم- حين هاجر إلى المدينة, ودعا النبي -صلى الله عليه وسلم- عليه حتى ساخت رجلا فرسه، ثم إنه طلب منه الخلاص، وألا يدل عليه. ففعل وكتب له أمانا. أسلم يوم الفتح، وعده النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يلبس سواري كسرى، فلبسها في عهد عمر. مات في خلافة عثمان سنة أربع وعشرين, وقيل غير ذلك رضي الله عنه. الإصابة ٣/ ٤٢.