رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَقَالَتْ: عِنْدَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ؟! فَقَالَ: لَمْ أَكُنْ عِنْدَ مُوسَى ابن عِمْرَانَ. فَقَالَتْ: عِنْدَ النَّبِيِّ الَّذِي يُبْعَثُ عِنْدَ قِيَامِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: نَعَمْ، مِنْ عِنْدِهِ جِئْتُ، فَرَجَعَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ الْأَوَّلَ.
إِلَّا أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنِ السَّوَادِ الَّذِي فِي الْقَمَرِ: ذَا (٤) أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ؟ قَالَ:
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم: «أَوَّلُ نُزُلٍ يَنْزِلُهُ (٥) ، قَالَ: أَهْلُ الْجَنَّةِ بِلَامٍ وَنُونٍ، فَقَالَ:
مَا بِلَامٍ وَنُونٍ؟ قَالَ: ثَوْرٌ وَحُوتٌ يَأْكُلُ مِنْ زَائِدَةِ كَبِدِ أَحَدِهِمَا سَبْعُونَ أَلْفًا ثُمَّ يَقُومَانِ يَزْفَنَانِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ.
وَأَمَّا الشَّبَهُ: فَأَيُّ النُّطْفَتَيْنِ سَبَقَتْ إِلَى الرَّحِمِ مِنَ الرَّجُلِ أَوِ الْمَرْأَةِ فَالْوَلَدُ أَشْبَهُ.
وَأَمَّا السَّوَادُ الَّذِي فِي الْقَمَرِ: فَإِنَّهُمَا كَأَنَّهُمَا شَمْسَيْنِ: فَقَالَ اللهُ تَعَالَى:
وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ (٦) . وَالسَّوَادُ الَّذِي رَأَيْتُ هُوَ الْمَحْوُ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلَامٍ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ» .
ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي قِصَّةِ الْيَهُودِ الَّذِينَ دَخَلُوا عَلَيْهِ وَسَأَلَهُمْ عَنْ عَبْدِ اللهِ وَمَا أَحَالُوا بِهِ، وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِهِ: «أَجَزْنَا الشَّهَادَةَ الْأُولَى» أَمَّا هَذِهِ فلا.
(٤) بياض في (أ) وأثبتنا ما في (ف) و (ك) .
(٥) بياض في (أ) وثابت في بقية النسخ.
(٦) الآية الكريمة (١٢) من سورة الإسراء.