فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو في ضحضاح «١» من نار، فقيل: وإن فيها لضحضاحاً وغمراً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، إن أدنى أهل النار منزلة لمن يحذى له نعلان من نار يغلي من وهجهما دماغه حتى يسيل على قوائمه، قال سنان: فبلغني أنه ينادي ترى ألا يعذب أحد عذابه من شدة ما هو فيه؟!
نا يونس عن يونس بن عمرو عن أبيه عن ناجيه بن كعب عن علي بن أبي طالب قال: لما مات أبو طالب أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: أن أبا طالب، عمك الكافر، قد مات، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذهب فواره، فقلت: والله لا أواريه، قال: فمن يواريه إن لم تواره، فانطلق فواره ثم لا تحدث شيئاً حتى تأتيني، فانطلقت فواريته ثم «٢» رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انطلق فاغتسل ثم ائتني، ففعلت ثم أتيته، فلما أن أتيته، دعا لي بدعوات ما أحب أن لي بهن ما على الأرض من شيء.
نا يونس عن هشام بن عروة عن أبيه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «٣» : ما زالت قريش كأعين «٤» عني حتى مات ابو طالب.
نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: وقال علي بن أبي طالب يرثي أباه لما «٥» مات:
أرقت لنوح آخر الليل غرّدا لشيخي بنعي والرئيس المسودا
أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى ... وذا الحلم لا جلفاً ولم يك قعدوا «٦»
أخا الهلك خلا ثلمة سيشدها ... بنو هاشم أو تستباح وتضهدا
(١) في ع: ضخضاخ، وهو تصحيف، والضحضاخ هو الماء اليسير يصل الى الكعبين أو أنصاف السوق وعموما هو كل ماء لا غرق فيه.
(٢) سقطت «ثم» من ع.
(٣) سقطت «قال» من ع.
(٤) كعا جبن والكاعي المنهزم.
(٥) كتب فوقها في الأصل: حين.
(٦) في ع تعدوا. والقعدد: الجبان اللئيم القاعد عن المكارم والخامل.