لِفُلَانٍ، إِذَا اكْتَالَ اكْتَالَ بِالوَافِي، وَإِذَا كَالَ كَالَ بِالنَّاقِصِ، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى زَوَّدَنَا شَيْئًا حَتَّى أَتَيْنَا خَيْبَرَ، وَقَدِ افْتَتَحَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- خَيْبَرَ، قَالَ: فكَلَّمَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- المُسْلِمِينَ، فَأَشْرَكُونَا فِي سِهَامِهِمْ (١).
وَأَخْرَجَ الإِمَامُ البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي اللَّه عنه- أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قُلْتُ فِي الطَّرِيقِ:
يَا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وَعَنَائِهَا (٢) ... عَلَى أَنَّهَا مِنْ دَارَةِ الكُفْرِ نَجَّتِ
قَالَ: وَأَبَقَ (٣) مِنِّي غُلَام لِي فِي الطَّرِيقِ، فَلَمَّا قَدِمْتُ عَلَى النَّبِيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَبَايَعْتُهُ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ طَلَعَ الغُلَامُ.
فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يَا أبا هُرَيْرَةَ، هَذَا غُلَامُكَ".
فَقُلْتُ: هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ، فَأَعْتَقْتُهُ (٤).
* قِصَّةُ الذِي قَطَعَ بَرَاجِمَهُ (٥):
رَوَى الإِمَامُ مُسْلِم فِي صَحِيحِهِ عَنْ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: لَمَّا هَاجَرَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إِلَى المَدِينَةِ، هَاجَرَ إِلَيْهِ الطُّفَيْلُ بنُ عَمْرٍو -رضي اللَّه عنه-، وَهَاجَرَ
(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٨٥٥٢) - وأخرجه ابن حبان في صحيحه - كتاب إخباره -صلى اللَّه عليه وسلم- عن مناقب الصحابة - رقم الحديث (٧١٥٦).
(٢) قَالَ الحَافِظُ فِي الفَتْحِ (٥/ ٤٦٧): عنائها: بفتح العين أي تعبها.
(٣) أبَقَ: بفتح الهمزة: هرب. انظر النهاية (١/ ١٩).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب العتق - باب إذا قال لعبده هو للَّه ونوى العتق - رقم الحديث (٢٥٣٠) (٢٥٣١) - وأخرجه الإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٧٨٤٥).
(٥) قال النووي في شرح مسلم (٢/ ١١٣): البراجم بفتح الباء: هي مفاصل الأصابع.