فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَكَ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْكَ مَا عَلَيْهِمْ".
فَقَالَ: أَتجْعَلُ لِيَ الْأَمرَ مِنْ بَعدِكَ إِنْ أَسْلَمتُ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَيْسَ ذَلِكَ لَكَ، وَلَا لِقَوْمِكَ".
فَقَالَ عَامِرٌ: أَتَجْعَلُ لِيَ الْوَبَرَ (١)، وَلَكَ الْمَدَرَ (٢)؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَا".
فَقَامَ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وَقَالَ: أَمَا وَاللَّهِ لَأَملَأَنَّهَا عَلَيْكَ خَيْلًا وَرِجَالًا، فَلَمَّا وَلَّى عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ اكْفِنِي عَامِرَ بْنَ الطُّفَيْلِ، وَاهْدِ بَنِي عَامِرٍ، وَأَغْنِ الْإِسْلَامَ عَنْ عَامِرٍ" (٣).
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ: أَنَّ عَامِرًا أَتَى رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- فَقَالَ: أُخَيِّرُكَ بَيْنَ خِصَالٍ ثَلَاثٍ: يَكُونُ لَكَ السَّهْلُ وَلِي أَهْلُ الْمَدَرِ، أَوْ أَكُونُ خَلِيفَتَكَ، أَوْ أَغْزُوكَ بِأَهْلِ غَطَفَانَ بِأَلْفٍ وَأَلْفٍ (٤).
(١) الْوَبَرُ: أهل البوادي. انظر النهاية (٥/ ١٢٧).
(٢) الْمَدَرُ: أهل القرى والمدن. انظر النهاية (٤/ ٢٦٤).
(٣) انظر سيرة ابن هشام (٤/ ٢٢٢) - الطبقات الكبرى لابن سعد (١/ ١٥٠) - دلائل النبوة للبيهقي (٥/ ٣١٨ - ٣١٩).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه - كتاب المغازي - باب غزوة الرجيع - رقم الحديث (٤٠٩١).
وفي رواية البيهقي في دلائل النبوة (٥/ ٣٢٠) قال: أو أغزوك بغطفان بألف أشقر، وألف شقراء. قوله: بألف أشقر، وألف شقراء: هي الخيل الأشقر، وهي أجود أنواع الخيول عند العرب. انظر لسان العرب (٧/ ١٦١).