وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَلَمَّا جِئْنَا سَرِفَ طَمِثْتُ (١)، فَدَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ: "مَا يُبْكِيكِ؟ ".
قَالَتْ: لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَحُجَّ الْعَامَ، أَوْ أَخْرُجِ الْعَامَ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لَعَلَّكِ نَفِسْتِ" (٢).
قَالَتْ: نَعَمْ.
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "هَذَا شَيْءٌ كَتبَهُ اللَّهُ عَلَى بَنَاتِ آدَمَ، افْعَلِي مَا يَفْعَلُ الْحَاجُّ غَيْرَ أَنْ لَا تَطُوفِي بِالْبَيْتِ حَتَّى تَطْهُرِي" (٣).
وَفِي رِوَايَةٍ ثَالِثَةٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "انْقُضِي رَأْسَكَ وَامْتَشِطِي وَأَهِلِّي بِالْحَجِّ، وَدَعِي الْعُمْرَةَ"، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: فَفَعَلْتُ (٤).
* مَبِيتُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- بِذِي طُوًى (٥) وَدُخُولُهُ مَكَّةَ:
أَكْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- طَرِيقَهُ إِلَى مَكَّةَ حَتَّى نَزَلَ بِذِي طُوًى، فَلَمَّا وَصَلَ
(١) طَمِثَتِ المرأة: أي حاضت. انظر النهاية (٣/ ١٢٥).
(٢) نَفِسْتَ: أي حاضت. انظر النهاية (٥/ ٨٢).
(٣) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الحيض - باب تقضي الحائض المناسك كلها إِلَّا الطواف بالبيت - رقم الحديث (٣٠٥) - ومسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب بيان وجوه الإحرام - رقم الحديث (١٢١١) (١٢٠) - والطحاوي في شرح مشكل الآثار - رقم الحديث (٢٤٢٩).
(٤) أخرج ذلك البخاري في صحيحه - كتاب الحج - باب كيف تُهل الحائض والنفساء؟ - رقم الحديث (١٥٥٦) - ومسلم في صحيحه - كتاب الحج - باب بيان وجوه الإحرام - رقم الحديث (١٢١١) - والإمام أحمد في مسنده - رقم الحديث (٢٥٤٤١).
(٥) طُوَى: بفحم الطاء وفتح الواو المخففة، موضع عند باب مكة. انظر النهاية (٣/ ١٣٣).