فَصَعْصَعَةُ بنُ نَاجِيَةَ يقُولُ: جَاءَ الإِسْلَامُ وقَدْ فَدَيْتُ ثَلَاثَ مِائَةِ مَوْءُودَةٍ (١)
ومِنْهُمْ مَنْ كَانَ يَنْذُرُ إِذَا بَلَغَ بَنُوهُ عَشَرَةً نَحَرَ وَاحِدًا مِنْهُمْ، كمَا فَعَلَ عَبْدُ المُطَّلِبِ جَدُّ الرَّسُولِ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
فَحَذَّرَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى مِنْ هَذَا الفِعْلِ، فقَالَ سُبْحَانَهُ: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ (٢) نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ. . .} (٣).
وَقَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} (٤).
ورَوَى الشَّيْخَانِ في صَحِيحَيْهِمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ -رضي اللَّه عنه- قَالَ: قُلْتُ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ! أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ ، قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَنْ تَجْعَلَ للَّهِ نِدًّا (٥)، وَهُوَ خَلقَكَ".
قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ .
قَالَ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أَنْ تَقْتُلَ وَلَدَكَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَطْعَمَ مَعَكَ".
قُلْتُ: ثُمَّ أيُّ؟ .
(١) انظر الإصابة (٣/ ٣٤٧).
(٢) الإِمْلَاقُ: الفَقْرُ. انظر تفسير ابن كثير (٣/ ٣٦٢).
(٣) سورة الأنعام آية (١٥١).
(٤) سورة الإسراء آية (٣١).
(٥) النِدُّ: بكسر النون وتشديد الدال، هو مِثْلُ الشَّيء الذي يُضَادُّهُ في أمُوره، ويريد بها ما كانوا يَتَّخِذُونَهُ آلهةً مِنْ دُونِ اللَّه تَعَالَى. انظر النهاية (٥/ ٣٠).