القسم الثالث من البعثة إلى الهجرة مراحل الدّعوة الإسلاميّة في حياة النّبي صلّى الله عليه وسلم
مرّت الدّعوة الإسلامية في حياته عليه الصلاة والسلام، منذ بعثته إلى وفاته بأربع مراحل:
المرحلة الأولى: الدّعوة سرّا، واستمرت ثلاث سنوات.
المرحلة الثانية: الدّعوة جهرا، وباللسان فقط، واستمرت إلى الهجرة.
المرحلة الثالثة: الدّعوة جهرا، مع قتال المعتدين والبادئين بالقتال أو الشّر، واستمرت هذه المرحلة إلى عام صلح الحديبية.
المرحلة الرابعة: الدّعوة جهرا مع قتال كل من وقف في سبيل الدعوة أو امتنع عن الدخول في الإسلام- بعد فترة الدعوة والإعلام- من المشركين أو الملاحدة أو الوثنيين.
وكانت هذه المرحلة هي التي استقر عليها أمر الشريعة الإسلامية وقام عليها، حكم الجهاد في الإسلام.
الدّعوة سرّا
بدأ النّبي صلّى الله عليه وسلم يستجيب لأمر الله، فأخذ يدعو إلى عباده الله وحده ونبذ الأصنام، ولكنه كان يدعو إلى ذلك سرّا حذرا من وقع المفاجأة على قريش التي كانت متعصبة لشركها ووثنيتها، فلم يكن عليه الصلاة والسلام يظهر الدّعوة في المجالس العمومية لقريش، ولم يكن يدعو إلا من كانت تشدّه إليه قرابة أو معرفة سابقة.
وكان في أوائل من دخل الإسلام من هؤلاء: خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة مولاه عليه الصلاة والسلام ومتبنّاه، وأبو بكر بن أبي قحافة، وعثمان بن عفان، والزّبير بن العوام، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص.. وغيرهم، رضي الله عنهم جميعا.
فكان هؤلاء يلتقون بالنّبي صلّى الله عليه وسلم سرّا، وكان أحدهم إذا أراد ممارسة عبادة من العبادات ذهب إلى شعاب مكة يستخفي فيها عن أنظار قريش.