له: المطلبي، ولد نحو سنة خمس وثمانين، لقي كثيراً من علماء المدينة وأخذ عنهم!
قال عليّ بن المديني: مدار حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ستة (١)، فذكرهم، ثم قال: فصار علم الستة عند اثني عشر، أحدهم محمد بن إسحاق!
وقال أيضاً: سمعت سفيان يقول: قال ابن شهاب: وسئل عن مغازيه، فقال: هذا أعلم الناس بها، يعني ابن إسحاق!
وقال حرملة بن يحيى عن الشافعي: من أراد أن يتبحّر في المغازي فهو عيالٌ على محمد بن إسحاق!
وقال أبو أحمد بن عدي: ولمحمد بن إسحاق حديث كثير، وقد روى عنه أئمة الناس: شعبة، والثوري، وابن عيينة، وحماد بن سلمة، وغيرهم!
وقد روى المغازي عنه إبراهيم بن سعد، وسلمة بن الفضل، ومحمد ابن سلمة، ويحيى بن سعيد الأموي، وسعيد بن بزيع، وجرير بن حازم، وزياد البكائي، وغيرهم!
وقد روى عنه (المبتدأ والمبعث)، ولو لم يكن لابن إسحاق من الفضل إلا صرف الملوك عن الاشتغال بكتب لا يحصل منها شيء إلا الاشتغال بمغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومبعثه ومبدأ الخلق، لكانت هذه فضيلة سبق إليها ابن إسحاق!
ثم من بعده صنفها قوم آخرون، فلم يبلغوا مبلغ ابن إسحاق منها!
(١) تهذيب الكمال: ٢٤ - ٤٠٥ - ٤٢٨، وانظر: الطبقات الكبرى: ٧: ٣٢١ - ٣٢٢، وتاريخ البخاري الكبير: ١: ٤٠، والصغير: ٢: ١١، وسير أعلام النبلاء: ٧: ٣٣، وتهذيب التهذيب: ٩: ٣٨ - ٤٦.