فأحببت أن أجمع كتاباً أشير فيه إلى مرتبته، وأشرح حاله من بدايته إلى نهايته، وأدرج في ذلك الأدلة على صحة رسالته، وتقدمه على جميع الأنبياء في رتبته، فإذا انتهى الأمر إلى مدفنه في تربته، ذكرت فضل الصلاة عليه، وعرض أعمال أمته، وكيفية بعثته، وموقع شفاعته، وأخبرت بقربه من الخالق يوم القيامة ومنزلته)!
وقطع على نفسه أن لا يورد إلا ما صح، ولكنه لم يستطع أن يفي بذلك (١)!
توفي (٥٩٧ هـ)!
٣ - شمائل الرسول ودلائل نبوّته وفضائله وخصائصه لابن كثير:
ذكر في أول الكتاب أنه سيفرد باباً للخصائص، ولكنه لم يصنع ذلك، وإن كان قد ذكر أحاديث متفرقة في بعض ما اختص به - صلى الله عليه وسلم - (٢)!
واقتصر في الفضائل على مقارنات بين ما أوتي خاتم النبيّين، وبين ما أوتي الأنبياء قبله!
وتحدث ابن كثير عن موضوع الشمائل فقال في مقدمة كتابه هذا:
(قد صنف الناس في هذا قديماً وحديثاً، كتباً مفردة وغير مفردة، ومن أحسن من جمع في ذلك فأجاد وأفاد الإمام أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي رحمه الله، أفرد في هذا المعنى كتابه المشهور بالشمائل، ولنا به سماع متصل إليه! ونحن نورد عيون ما أورده فيه، ونزيد عليه أشياء مهمة، لا يستغني عنها المحدّث والفقيه) (٣)!
(١) انظر: مقدمة المحقق.
(٢) انظر: ٤: ٧١ تحقيق الدكتور مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة.
(٣) انظر: ٥.