ولا يدرك معنى هذا السلم حق إدراكه من لا يعلم كيف تنطلق الحيرة، وكيف يعربد القلق في النفوس التي لا تطمئن بالإيمان .. في المجتمعات التي لا تعرف الإِسلام، أو التي عرفته ثم تنكّرت له، وارتدّت إلى الجاهليّة تحت عناوين شتّى في جميع الأزمان!
هذه المجتمعات الشقيّة الحائرة، على الرغم من كل ما قد يتوافر لها من الرخاء المادّي، والتقدّم الحضاري، وسائر مقوّمات الرّقيّ في عرف الجاهليّة الضالّة التصوّرات، المختلّة الموازين!
والمجتمعات الجاهليّة الضالة نبصرها في حياة أمم كثيرة .. ونبصر شعوبها مهدّدة بالانقراض!
فالنسل في تناقص مطّرد بسبب فوضى الجنس .. والعلاقات المثليّة الفاجرة، والجيل مدمن على المسكرات والمخدّرات .. كما يشهد الواقع الأليم!
والأمراض النفسيّة والعصبيّة والشذوذ بأنواعه هلاك ودمار! وخراب وبوار! ثم انتحار!
ولا ننسى أن نشير -مجرّد إشارة- إلى ما حدث في الحرب العالميّة الأولى، والحرب العالمية الثانية، وما هو معلوم من العدوان الآثم الذي استخدمت فيه أسلحة الدمار الشامل في كثير من الحروب الطاحنة هنا وهناك، والتي ما زالت شعوب كثيرة تعاني منها، والعالم الإِسلامي كذلك!
ومع هذا الواقع الأليم يفتري بعض الجاهلين الضالّين المعاصرين بأن الإِسلام دين الإرهاب! (١)
إنها الشقوة النكدة المكتوبة على كل قلب خلا من بشاشة الإيمان، وطمأنينة
(١) انظر كتابنا: الوسطيّة والإرهاب العالمي.