يقول المسلم هذه التحيات المباركات الطيّبات تسمع مرات على الأقل في اليوم، فضلًا عن النوافل!
إنها تحيّات طيّبات مباركات لله عَزَّ وَجَلَّ، متجدّدات في كل صلاة، تعبق بأريج الحبّ، وشذى العبوديّة، تتصاعد من أعماق الجَنان في الإنسان!
تحمل روح الحياة وطهرها، ومعنى العبوديّة وجلالها، والإنسانيّة وكمالها، وخشوع الإنسان وخضوعه .. تنقل المسلم من اللصوق بالمادّة إلى التحليق في رحاب الكون، بفكر طموح، وعقل ثاقب!
وإنها روح الحبّ، وصفاء الوجدان!
تعرج بقائلها إلى أن يعلو على الزمان والمكان، فيرسل سلامًا طيّبًا مباركًا بكاف الخطاب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسلامًا عليه وعلى عباد الله الصالحين، ممن أطاعوا الله وعبدوه في السماء والأرض، يضيء معالم الطريق إلى الآخرة ونعيمها الخالد العظيم!
وتأتي شهادة التوحيد، وعقيدة الإِسلام، ورسالة الإيمان، ومبعث الخير للحياة!
وفي التشهد الأخير يجد السلم نفسه أمام الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وفيها عشرة مذاهب، كما نقل الحافظ ابن حجر! (١)
وحسبنا ما رواه الشيخان وغيرهما عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: (لقيني كعب بن عُجرة فقال: ألا أهدي لك هديّة سمعتها من النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ فقلت: بلى، فأهدها لي، فقال: سألنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عنكم أهل البيت؟ فإِن الله قد علّمنا كيف نسلم، قال:
(١) انظر: فتح الباري: ١١: ١٥٢ - ١٥٣.