ولقد تغفل البشريّة -لجهالتها- عن قدر ليلة القدر، وعن حقيقة وعظمة هذا الأمر .. وهي منذ جهلت هذا وأغفلته فقدت أسعد وأجمل آلاء الله عليها، وخسرت السعادة والسلام!
سلام الضمير!
وسلام البيت!
وسلام المجتمع!
وسلام الإنسانية!
ولم يعوّضها عمّا فقدت ما فتح عليها من أبواب كل شيء من الحضارة الماديّة والعمارة .. فهي شقيّة على الرغم من فيض الإنتاج وتوافر وسائل المعاش!
لقد انطفأ النور الجميل الذي أشرق في روحها مرّة، وانطمست الفرحة الوضيئة التي رفت بها وانطلقت إلى الملأ الأعلى، وغاب السلام الذي أفاض على الأرواح والقلوب، فلم يعوّضها شيء عن فرحة الرّوح ونور السماء، وطلاقة الرفرفة إلى علّيّين!
وفي موقف من مواقف الكافرين الجاحدين يشكو الرسول - صلى الله عليه وسلم - كفر هؤلاء وعدم إيمانهم: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (٨٨)} الزخرف!
ويطالعنا عقب ذلك مباشرة توجيه الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الصفح والإعراض، وعدم الاحتفال والمبالاة، والشعور بالطمأنينة، ومواجهة الأمر بالسلام في القلب والسماحة:
{فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٨٩)} الزخرف!
ونبصر الجنّة التي أعدّت للمتقين دار السلام:
{لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (١٢٧)} الأنعام!