أساس السلام
وهنا نبصر أساس سلام الضمير، وسلام الأسرة، وسلام الإنسانيّة!
ونبصر الناس قد اختلفوا هكذا للتعارف والوئام، لا للتناحر والخصام!
وأمّا اختلاف الألسن والألوان، والطباع والأخلاق، والمواهب والاستعدادات، فتنوّع يقتضي التعارف والتآلف:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣)} الحجرات: ١٣!
وهكذا تسقط جميع الفوارق (١) .. ويرتفع ميزان واحد بقيمة واحدة، وإلى هذا الميزان يتحاكم البشر، وإلى هذه القيمة يرجع اختلاف البشر في الميزان!
وهكذا تتوارى جميع أسباب النزاع والخصومات في الأرض، وترخص جميع القيم التي يتكالب عليها الناس، ويظهر سبب ضخم واضح للتآلف والتعاون:
ألوهيّة الله للجميع!
وأصل واحد للناس!
كما يرتفع لواء واحد يتسابق الجميع ليقفوا تحته!
لواء تقوى الله .. وهذا هو اللواء الذي رفعه الإِسلام لينقذ البشريّة من عقابيل العصبيّة للجنس، والعصبيّة للأرض، والعصبيّة للقبيلة، والعصبيّة للبيت .. وكلها من الجاهليّة وإليها، تتزيّا بشتّى الأزياء، وتسمّى بشتّى الأسماء .. جاهليّة عارية عن الإِسلام!
(١) السابق: ٦: ٣٣٤٨ بتصرف.