ومفيض الخير في تنفيذ أمره، من تكوين وهدى وإفاضة الخير على الناس .. فهي حين تتلقّى من الله أوامره تسبّحه وتحمده .. وحين تفيض خيرات ربّها على عباده تستغفر للذين يتقبّلونها تقبّل العبيد المؤمنين بربّهم!
وتلك إشارة إلى حصول ثمرات إبلاغها، وذلك بتأثيرها في نظم أحوال العالم الإنساني!
ومرتبة البشريّة المفضّلة بالعقل، إذا أكمله الإيمان:
{وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ}!
ونبصر استغفار الملائكة للدَّين آمنوا ونحن نقرأ: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (٧)} (غافر)!
ويطالعنا إشفاق الملائكة من أيّة معصية تقع في الأرض، حتى من الذين آمنوا .. وكم يرتاعون لها فيستغفرون ربّهم، وهم يسبّحون بحمده استغفاراً لعلوّ عظمته .. واستهوالًا لأيّة معصية تقع في ملكه .. واستدراراً لمغفرته ورحمته، وطمعاً فيهما: {أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (٥)}!
فيجمع إلى العزّة والحكمة العلوّ والعظمة، ثم المغفرة والرحمة .. ويعرف العباد ربهم بصفاته!
وتبدو للضمير صورة هؤلاء المناكيد التعساء، وهم يتخذون من دون الله أولياء، وأيديهم مما كسبت خاوية، وليس هنالك إلا الهباء! (١).
(١) في ظلال القرآن: ٥: ٣١٤١ بتصرف.