أسباب ملحّة قاهرة عميقة، طويلة الأجل، متجدّدة البواعث، تؤثّر في نظرة الأوروييّ، للرسالة والرسول، وللحياة الإسلاميّة، وللعالم الإسلامي:
- من اختلاف في العقيدة!
- إلى كراهية للرسالة والرسول!
- إلى ذكريات تاريخيّة مريرة!
- إلى صراع سياسي واقتصادي واستعماري!
- إلى نزوات شخصيّة والتواءات فكريّة!
- إلى آخر تلك البواعث القديمة والمتجددة أبداً!
إذا نحن وضعنا في الحساب ذلك كله -ولابد أن نضعه لنضع الأمور في نصابها- وأضفنا إليه خطأ الرؤية .. أمكن أن نتعرف حقيقة الدراسات التبشيريّة الاستشراقيّة في الفكر الإسلامي -وبخاصة في السيرة النبويّة- وأن نتحرز التحرز العلمي الواجب .. لا من قبول هذه الدراسات على علاتها فحسب؛ بل من قبول المنهج الذي قامت عليه، ومحاولة اتباعه في دراستنا الإسلاميّة على وجه خاص!
٢ - تطوّر الموقف الغربي:
(وبدأ الموقف الغربي من الرسالة والرسول - صلى الله عليه وسلم - يتشكل في إطار ديني صرف، مترع بالتعصب والتشنج والانفعال، مليء بالحقد والغضب والكراهية، تحيطه جهالة عمياء، متعمدة أحياناً وغير متعمدة أحياناً -كما يقول الدكتور عماد الدين خليل- (١) جعلت بين القوم وشخصيّة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - سداً
(١) المستشرقون والسيرة النبويّة: دكتور عماد الدين خليل: ١٥ وما بعدها بتصرف، ط. دار الثقافة، الدوحة ١٤١٠ هـ - ١٩٨٩ م.