٢ - وقال صاحب الكشاف: وأسند الجوس -وهو التردّد خلال الدّيار بالفساد- إليهم، فتخريب المسجد وإحراق التوراة من جملة الجوس المسند إليهم! (١)
٣ - وقال البيضاوي: {فَجَاسُوا}! تردّدوا لطلبكم {خِلالَ الدِّيَارِ}! وسطها للقتل والغارة، فقتلوا كبارهم، وسبوا صغارهم، وحرقوا التوراة، وخرَّبوا المسجد! (٢)
٤ - وقال ابن منظور: الجوس مصدر عباس جوساً وجوَساناً: تردّد، وفي التنزيل العزيز:
{فَجَاسوا خِلالَ الدّيَارِ}!
أي تردّدوا بينها للغارة، وهو الجوسان!
وقال القراء: قتلوكم بين بيوتكم!
وقال الزجاج: أي فطافوا في خلال الدّيار ينظرون، هل بقي أحد لم يقتلوه؟ (٣)
وبهذا يتبيَّن أن الجوس معناه هنا التردّد للقتل والإفساد!
ثم على فرض التسليم برأيه في معنى الجوس، لنا أن نتساءل: هل المسلمون لم يكلفهم تأديب اليهود إلا أن جاسوا خلال الدّيار؟!
الذي يبدو أن المسلمين كلفهم تأديب اليهود أكثر من ذلك؛ لأنهم بالنسبة
(١) تفسير الكشاف: ٢: ٣٥٢.
(٢) تفسير البيضاوي: ٣٧١.
(٣) لسان العرب (جوس) وانظر: تاج العروس، والمعجم الوسيط.