توافق شيئاً من الكتاب والسنة النبويّة، وأن العقيدة الإسلاميّة السمحة براء من مذهب وحدة الوجود (١)!
وتفسير الإسراء والمعراج بهذه الفكرة يقتضي إنكارهما، على حسب ما جاء به القرآن والسنة الصحيحة المشهورة، فليس هناك إسراء حقيقة من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى بذات النبي - صلى الله عليه وسلم -، وليس هناك عروج بالنبي - صلى الله عليه وسلم - من بيت المقدس إلى السموات السبع، ولا صلاة بالأنبياء، ولا لقاء ولا تسليم، ولا تكليم!
وما الداعي إلى ذلك ما دام الكون كله قد اجتمع في روح النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما قال صاحب هذا الرأي، فالمسجد الحرام والأقصى في روحه، والسموات وما فيهن في روحه!
ثم ما الداعي إلى كل هذا التكليف والإغراب من الدكتور هيكل -رحمه الله- في فهم نصوص صريحة جاءت بلسان عربي مبين؟!
والإسراء والمعراج كما جاء بهما القرآن والأحاديث الصحيحة -كما سيأتي- أقرب منالاً، وأشد استساغة لعقول الناس مما ذهب إليه!
ولو جلست زماناً لتفهم رجلاً أميًّا أو متعلماً بالإسراء والمعراج، على ما رأى الدكتور هيكل، ما أنت بمستطيع إفهامه هذه الألغاز والطلاسم، التي حاول بها إحداث رأي جديد، لا يدري سُبق إليه أم لا؟!
وهل تصوير الإسراء والمعراج بهذا التصوير إلا إشكال على عقول الكثرة من
(١) انظر كتابنا: (دفاع عن الحديث القدسي: "من عادى لي وليّا فقد آذنته بالحرب" في ضوء أصول التحديث رواية ودراية، ورد الشبهات ودحض المفتريات) ففيه مزيد بيان!