يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (٦)} الصف!
وإيذاء بني إسرائيل لموسى -وهو منقذهم من فرعون وملئه، ورسولهم وقائدهم ومعلمهم- إيذاء وتطاول، ومتعدد الأولوان (١)، وجهاده في تقويم اعوجاجهم جهاد مضن عسير شاق!
وهناك صور شتى متنوعة من صور هذا الإيذاء وذلك العناء، حيث كانوا يتسخّطون على موسى - عليه السلام - وهو يحاول مع فرعون إنقاذهم، ويتعرض لبطشه وجبروته، وهم آمنون بِذِلَّتهم لهّ فكانوا يقولون له لائمين متبرمين:
{أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} الأعراف: ١٢٩!
كأنهم لا يرون في رسالته خيراً، أو كأنما يحملونه تبعة هذا الأذى الأخير!
وما كاد ينقذهم من ذل فرعون باسم الله الذي أنقذهم من فرعون وأغرقه وهم ينظرون، حتى مالوا إلى عبادة فرعون وقومه: {فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} الأعراف: ١٣٨)!
وما كاد يذهب لميقات ربه على الجبل، ليتلقى الألواح، حتى أضلهم السامري: {فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (٨٨)} طه!
ثم جعلوا يتسخّطون على طعامهم في الصحراء: المن والسلوى، فقالوا:
(١) في ظلال القرآن: ٦: ٣٥٥٥ بتصرف.