حاربوه -كما سيأتي- بالاتهام .. وحاربوه بالدس والوقيعة داخل المعسكر الإسلامي، للإيقاع بي المهاجرين والأنصار، وبين الأوس والخزرج!
وحاربوه بالتآمر مع المنافقين تارة ومع المشركين تارة!
وحاربوه بالانضمام إلى معسكرات المهاجمين، كما وقع في غزوة الأحزاب!
وحاربوه بالإشاعات الباطلة، كما جرى في حديث الإفك!
ولم تضع الحرب أوزارها حتى اللحظة!
وهي حرب طويلة سنعرض لها في هذه الدراسات بعون الله وتوفيقه!
{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٨)}!
وأتمّ الله نوره في حياة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فأقام الجماعة الإسلاميّة صورةً حيّةً واقعةً من المنهج الإسلامي .. ذات معالم واضحة، وحدود مرسومة، تترسّمها الأجيال، لا نظريّة في بطون الكتب، ولكن حقيقة في عالم الواقع!
وأتم الله نوره فأكمل للمسلمين دينهم، وأتمّ عليهم نعمته، ورضي لهم الإسلام ديناً يحبّونه، ويجاهدون في سبيله .. وتمّت حقيقة (الذين القيم) في القلوب وفي الأرض سواء!
وما تزال هذه الحقيقة تنبعث بين الحين والحين، وتنبض وتنتفض قائمة، على الرغم من كل ما جرد على الإسلام والمسلمين من حرب وكيد وتنكيل وتشريد، وبطش شديد!