-كما أسلفنا- قال: لكن حمله الإسماعيلي على أن ذلك حصل له قبل حصول العلم الضروري له أن الذي جاءه ملك، وأنه من عند الله تعالى!
وحسبنا في بيان مكانة الإسماعيلي، أنه -كما قال الذهبي: الإِمام الحافظ الحجة الفقيه، شيخ الإِسلام، أبو بكر، أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل ابن العباس، الجرجاني، الإسماعيلي، الشافعي، صاحب (الصحيح)، وشيخ الشافعيّة!
وقال: من جلالة الإسماعيلي أن عرف قدر (صحيح البخاري) وتقيد به!
وقال الحاكم: كان الإسماعيلي واحد عصره، وشيخ المحدّثين والفقهاء، وأجلهم في الرئاسة والمروءة والسخاء، ولا خلاف بين العلماء من الفريقين وعقلائهم في أبي بكر (١)!
وقال ابن كثير: الحافظ الكبير -الرحال الجوال، سمع الكثير، وحدّث، وخرّج، وصنف فأجاد، وأحسن الانتقاد والاعتقاد (٢)!
وذكره السخاوي فيمن حمل لواء علم الحديث في جرجان (٣)، وقال: الحافظ الفقيه الإِمام النظار (٤)!
ومع ذلك أقول: كان على الحافظ ابن حجر أن يقف عند تأييده لقول أبي
(١) سير أعلام النبلاء: ١٦: ٢٩٢ - ٢٩٦ (٢٠٨)، وتذكرة الحفاظ: ٣: ٩٤٨ - ٩٤٩، والأنساب: السمعاني: ١: ٢٥٠، والوافي: الصفدي: ٦: ١٣، والمعجم في آسامي شيوخ أبي بكر الإسماعيلي: ١: ١٥٦.
(٢) البداية: ١١: ٢٩٨.
(٣) انظر: الإعلان بالتوبيخ: ١٤١.
(٤) انظر: فتح المغيث: ١: ٣٠.