معالم حديث بدء الوحي
وتطالعنا معالم حديث بدء الوحي فيما يلي:
١ - مكانة العلم في رسالة محمَّد - صلى الله عليه وسلم -:
بدأت رسالة خاتم النبيّين محمَّد - صلى الله عليه وسلم - بأوّل وأعظم عنوان للعلم والمعرفة كُتب في قدر الله على أبرز لوحات التاريخ (١)، يوم أن قالت السماء لنموذج الرسالات الإلهيّة الأعلى محمَّد - صلى الله عليه وسلم -: {اقْرَأْ}!
هكذا مطلقة، بصيغة الأمر المطلق الذي لا يتقيّد بمقروء معيّن من علوم البشر ومعارفهم وفنونهم وأفكارهم .. ولا تتقيّد بقراءة من كتاب مكتوب بما عرف الناس من طرائق الكتابة، وأساليب تقييد العلم والمعارف الإنسانية .. ولا تتقيد بزمن تقع فيه القراءة .. ولا تتقيّد بمكان معين تجري القراءة بين جنباته!
فهو طلب قراءة فحسب .. والحقائق المطلقة لا يمكن أن تتحقّق في واقع الحياة والوجود الحسّي إلا في صورة من صور جزئياتها .. وليس هناك مقروء معيّن يتحقّق به طلب القراءة في جزئيّة منها!
فهذا الطلب المطلق بهذه الصيغة: {اقْرَأْ}!
على ما احتفّ به من أحوال مفاجأة الوحي وجوّها، صريح في تسجيل العنوان الأوّل لرسالة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - في لوحة الحياة بأخصّ خصائص خلودها، وشمولها شمولًا كاملًا، لا يفوته جيل من الناس، ولا زمن من الأزمان، ولا مكان من الأمكنة، ولا يندّ عنه علم من العلوم التي عرفها البشر في مدارج
(١) محمَّد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ١: ٢٤١ وما بعدها بتصرف.