الموازين والقيم، كما تقررّ الجزاء الذي تملكه هذه السلطة وتوقعه على الملتزمين والمخالفين!
وحين تقررّت العقيدة الحقة -بعد الجهد الشاق- وتقررّت السلطة التي ترتكن إليها هذه العقيدة .. وعرف الناس ربهم وعبدوه وحده .. تحررّ الناس من سلطان العبيد، ومن سلطان الشهوات سواء .. وتقررّت في القلوب عقيدة: (لا إله الله الله)! صنع الله بها وبأهلها كل شيء!
تحرّرت الأرض من الرومان والفرس .. لا ليتقررّ فيها سلطان العرب .. ولكن ليتقرّر فيها شرع الله!
لقد تطهّرت من الطاغوت كله: رومانيًّا وفارسيًا وعربياً على السواء!
وتطهّر المجتمع من الظلم الاجتماعي بجملته، وقام النظام الإِسلامي يعدل بعدل الله، ويزن بميزان الله، ويرفع راية العدالة الاجتماعيّة باسم الله وحده، ويسمّيها راية الإِسلام، لا يقرن إليها اسماً آخر، ويكتب عليها: (لا إله إلا الله)!
وتطهّرت النفوس والأخلاق، وزكت القلوب والأرواح .. لأنّ الرقابة قامت هنالك في الضمائر؛ ولأن الطمع في رضي الله وثوابه، والحياء والخوف من غضبه وعقابه قد قامت كلها مقام الرقابة!
وارتفعت البشريّة في نظامها، وفي أخلاقها، وفي حياتها كلها .. إلى القمة السامقة التي لم ترتفع إليها من قبل قط، والتي لم ترتفع إليها من بعد إلا في ظل (الدّين القيم)، دين الأمّة الوسط الخيرة!
ولقد تمّ هذا كله؛ لأنّ الذين أقاموا هذا الدّين في صورة دولة ونظام وشرائع