بني هاشم: يا عبّاس، إِن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إِليه، فلنخفِّف عنه من عياله، آخُذُ من بنيه رجلاً وتأخذ أنت رجلاً فنكلهما عنه!
فقال العباس: نعم، فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، فقالا له: إِنا نريد أن نخفِّف عنك من عيالك، حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه!
فقال لهما أبو طالب: إِذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما!
قال ابن هشام: ويقال: عقيلاً وطالباً!
فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليًّا فضمّه إِليه، وأخذ العبّاس جعفراً فضمّه إِليه، فلم يزل عليّ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حتى بعثه الله -تبارك وتعالى- نبيًّا، فاتّبعه عليّ - رضي الله عنه -، وآمن به وصدّقه، ولم يزل جعفر عند العبّاس حتى أسلم واستغنى عنه (١)!
قال ابن إسحاق: ثم أسلم زيد بن حارثة بن شُرحْبيل بن كعب بن عبد العزّى بن امرئ القيس الكلبي، مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان أوّل ذَكرٍ أسلم، وصلّى بعد عليّ بن أبي طالب (٢)!
والقول بأسبقيّة أمّ المؤمنين خديجة وبناتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإِسلام (٣)، وأسبقيّة عليّ - رضي الله عنه -، وزيد بن حارثة، من كل مَن كان يظلّهم سقف بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في رعاية الزوجيّة، والأبوّة، وحضانة التربية والولاء -لا يعارض قول جمهور العلماء من الصحابة والتابعين وتابعيهم، ومن جاء بعدهم
(١) المرجع السابق: ٣١٣.
(٢) المرجع السابق: ٣١٤.
(٣) محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ١: ٥١٥ وما بعدها بتصرف.