ألا، من كان ملتمساً في رزقه الفضل، فمن الله وحده إذن فليلتمسه، ومن كان مطالباً فيه بالحق والعدل، فليطلبه من نفسه، من جِدّه وجهده، من كدِّ يمينه وعرق جبينه!
هكذا يقرر القرآن الحكيم حقّ العمل، أعني حق كل عامل في ملك ثمرة عمله، ونتاج كسبه، يقرّر القرآن حقًّا طبيعيًّا، وإنما هو حق وضعي، ومنحة إلهيّة، وعطيّة من الله!
نعم، قرّر القرآن الحكيم حقّ العمل .. هذه واحدة .. ثم يقرّره حقًّا عامًّا، يستوي فيه الذكر والأنثى .. هذه ثانية!
ولكنه مع ذلك يقرّره حقًّا جزئيًّا، للفرد الكاسب منه نصيب، وللأبوين نصيب .. فهذه ثالثة!
مبادئ ثلاثة، سبق القرآن الحكيم بها أحدث النظريّات الاقتصاديّة، وأعدل المبادئ الاشتراكيّة: {لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ ...}!
هما إذن خطّان لا ثالث لهما .. طريق مسدود، وطريقان مفتوحان!
لا تسأل الناس! ولا تحسد الناس! ولا تتمنّى ما في أيدي الناس!
هذا هو الطريق المحظور، ولكن عليك بالعمل، وفي الله الأمل!
هذان الطريقان مفتوحان:
{وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (٣٢)} (النساء)!