تعالى: «فلما أن جاء البشير» , وتقول في النفي ما زيد منطلقًا, فإذا زدت إن قلت: ما إن زيد منطلق, فإن: كافة لما عن العمل, ونظير هذا قولك: إن زيدًا منطلق, ثم تقول: إنما زيد منطلق. فكفت ما الزائدة «إن» كما كفت إن «ما» النافية. وهذا تمثيل الخليل, فلما قال «يرجي العبد ما إن لا يلاقي» فنظر إلى ما. الذي روى هذه الرواية ظنها النافية وهذه بمعنى الذي فلا تكون أن بعدها إلا مفتوحةً. ورواية أبي حاتم «ما لا أن يلاقي» رواية صحيحة لأن «لا» في النفي: بمنزلة «ما» وإن كانت إن ليست تكاد تزاد بعد لا. قال أبو زيدٍ):
وقال رجل من طيء وأدرك الإسلام.
يا قرط قرط حيي لا أبا لكم ... يا قرط إني عليكم خائف حذر
أإن روى مرقس واصطفاف أعنزه ... من البراق التي قد جادها المطر
قال أبو سعيد السكري: مرقس يعني امرء القيس.
قلتم له اهج تميمًا لا أبا لكم ... في كف عبدكم عن ذاكم قصر
فإن بيت تميم ذو سمعت به ... فيه تنمت وأرست عزها مضر
(أبو زيد) قوله: روى مرقس أي: استقى. ومرقس رجل.