وقد أورد هذا الإشكال قديما البخاري، ومال إلى تضعيف الحديث أبو سعيد بذلك، ويمكن أن يجاب بأنه تزوّج بعد ذلك.
روى البغويّ وأبو يعلى من حديث الحسن، عن سعيد مولى أبي بكر أنّ النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: «دعوا صفوان بن المعطّل، فإنّه طيّب القلب خبيث اللّسان ... » «١» الحديث.
وفيه قصّة طويلة.
ووقع له حديث في ابن السّكن والمعجم الكبير وزيادات عبد اللَّه بن أحمد من طريق أبي بكر بن عبد الرّحمن عنه، إلا أن في الإسناد عبد اللَّه بن جعفر بن المديني.
وقال الواقديّ: كان مع كرز بن جابر في طلب العرنيين، ويقال: إن له دارا بالبصرة، ويقال: عاش إلى خلافة معاوية، فغزا الرّوم، فاندّقت ساقه، ثم نزل يطاعن حتى مات.
وقال ابن السّكن مثله، لكن قال في خلافة عمر. وذكر عبد اللَّه بن محمد بن ربيعة القدامي في الفتوح بسند له أنّ صفوان بن المعطّل حمل على رومي فطعنه فصرعه، فصاحت امرأته، فقال:
ولقد شهدت الخيل يسطع نقعها ... ما بين داريّا «٢» دمشق إلى نوى
وطعنت ذا حلي فصاحت عرسه ... يا ابن المعطّل ما تريد بما أرى
الكامل وكان ذلك سنة ثمان وخمسين. وقال ابن إسحاق: سنة تسع عشرة. وقيل سنة ستين بسميساط «٣» . وبه جزم الطّبري. وسيأتي عنه حديث في ترجمة عمرو بن جابر الجنّي.
٤١١٠- صفوان بن وهب «٤» :
ويقال أهيب، ويقال ابن سهل بن ربيعة بن عمرو بن
(١) أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ٤/ ٤٧. أورده الهيثمي في الزوائد ٩/ ٣٦٦، وقال رواه الطبراني وفيه عامر بن صالح وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح وقد ثبت في الصحيح أن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم قال: ما علمت عليه إلا خيرا.
(٢) داريا: قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة والنسبة إليها داراني على غير قياس. انظر معجم البلدان ٢/ ٤٩١.
(٣) سميساط: بضم أوله وفتح ثانيه وياء مثنّاة من تحت ساكنة، وسين أخرى ثم بعد الألف طاء مهملة: مدينة على شاطئ الفرات في طرف الروم على غربي الفرات ولها قلعة من شقّ منها يسكنها الأرمن. انظر: مراصد الاطلاع ٢/ ٧٤١.
(٤) طبقات ابن سعد ٣/ ١/ ٣٠٢، التاريخ الكبير ٤/ ١٠٣، التاريخ الصغير ١/ ٢٥، الجرح والتعديل ٤/ ٢٤٥، تهذيب الأسماء واللغات ١/ ٢٣٩، شذرات الذهب ١/ ١٣. أسد الغابة ت ٢٥٢٥.