وقال أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أنّ أهل اليمن لما قدموا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم قالوا: ابعث معنا رجلا يعلّمنا السنة والإسلام، فأخذ بيدي أبي عبيدة الجراح «١» فقال: هذا أمين هذه الأمة، وسيّره إلى الشام أميرا،
فكان فتح أكثر الشام على يده وقال: إنه قتل أباه يوم بدر، ونزلت فيه: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ... المجادلة الآية: ٢٢ .
وهو فيما أخرجه الطّبرانيّ بسند جيد، عن عبد اللَّه بن شوذب، قال: جعل والد أبي عبيدة يتصدّى لأبي عبيدة يوم بدر، فيحيد عنه، فلما أكثر قصده فقتله، فنزلت.
وله عن النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أحاديث، وذكر عنه اللَّه في الصحيح قوله للجيش الذين أكلوا من العنبر: نحن رسل رسول اللَّه، وفي سبيل، فكلوا.
وروى عنه العرباض بن سارية، وأبو أمامة، وأبو ثعلبة، وسمرة وغيرهم.
قال خليفة: وكانت أمه من بني الحارث بن فهر، أدركت الإسلام، وأسلمت.
وقال الواقديّ: آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين «٢» سعد بن معاذ، وهو الّذي قال لعمر:
أنفرّ من قدر اللَّه؟ فقال: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة. نعم نفرّ من قدر اللَّه تعالى إلى قدر اللَّه تعالى. وذلك دالّ على جلالة أبي عبيدة عند عمر.
وذكره ابن إسحاق في مهاجرة الحبشة، وأسند ابن سعد من طريق مالك بن عامر أنه وصف أبا عبيدة، فقال: كان رجلا نحيفا معروق الوجه، خفيف اللحية، طوالا أجنأ أثرم «٣» .
(١) طبقات ابن سعد ٣/ ١/ ٢٩٧، ٣٠٤ نسب قريش ٤٤٥، طبقات خليفة ٢٧/ ٣٠٠، تاريخ خليفة ١٣٨، التاريخ الكبير ٦/ ٤٤٤، ٤٤٥، التاريخ الصغير ١/ ٤٨ المعارف ٢٤٧، ٢٤٨، تاريخ الطبري ٣/ ٢٠٢، والجرح والتعديل ٦/ ٣٢٥، مشاهير علماء الأمصار ت ١٣، البدء والتاريخ ٥/ ٨٧، معجم الطبراني ١/ ١١٧، ١٢٠، حلية الأولياء ١/ ١٠٠، ١٠٢، تاريخ ابن عساكر ٧/ ١٥٧، صفوة الصفوة ١/ ٤٢، الكامل في التاريخ ٢/ ٣٢٥، ٣٣٢ تهذيب الأسماء واللغات ٢/ ٢٥٩، الرياض النضرة ٢/ ٣٠٧، تهذيب الكمال ٦٤٥، دول الإسلام ١/ ١٥، تاريخ الإسلام ٢/ ٢٣، العبر ١/ ١٥/ ٢٤، العقد الثمين ٥/ ٨٤، تهذيب التهذيب ٥/ ٧٣، تاريخ الخميس ٢/ ٢٤٤، كنز العمال ٣/ ٢١٤، ٢١٩، شذرات الذهب ١/ ٢٩، تهذيب تاريخ دمشق ٧/ ١٦٠، ١٦٨.
(٢) في أ: آخى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين محمد بن سلمة وقال ابن إسحاق: آخى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم بينه وبين سعد ابن معاذ.
(٣) الجنأ: ميل في الظهر، وقيل: في العنق النهاية ١/ ٣٠٢ والثرم: سقوط الثّنيّة من الأسنان، وقيل الثنيّة والرّباعية، وقيل: هو أن تنقلع السن من أصلها مطلقا. النهاية ١/ ٢١٠.