قال: فاستعدوا عليه رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، وذلك في حجة الوداع، فقالوا: يا رسول اللَّه، هجينا في الإسلام، فاستعداهم «١» رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلّم، فكلمه فيه رجال من قريش، فوهبه لهم، قال: وله قصة مع عمر.
قلت: ذكرها ابن إسحاق في «المغازي» ، ورويناها في كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا من طريقه، قال: حدثني من سمع عكرمة، عن ابن عباس، وأخرجها البيهقي في شعب الإيمان، من طريق ابن لهيعة، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: حدثني من سمع عكرمة «٢» بينما نحن عند عمر بن الخطاب وهو يعرض الديوان إذ مرّ به رجل أعمى أعرج قد عيي قائده، فرآه عمر. فعجب من شأنه، فقال: من يعرف هذا؟ فقال رجل من القوم:
هذا من بني ضبعاء أبهلة بن بريق. قال: ومن بريق؟ رجل من اليمن اسمه عياض، قال:
أشاهد هو؟ قال: نعم. فأتى به عمر فقال: ما شأنك؟ وما شأن بني ضبعاء؟ فقال: إن بني ضبعاء كانوا اثني عشر رجلا، فجاوروني في الجاهلية، فجعلوا يأكلون ويشتمون عرضي، وإني نهيتهم وناشدتهم اللَّه، والرحم، فأبوا عليّ فأمهلتهم حتى إذا كان الشهر الحرام دعوت عليهم، فقلت:
اللَّهمّ أدعوك دعاء جاهدا ... اقتل بني ضبعاء إلّا واحدا
ثمّ اضرب الرّجل فذره قاعدا ... أعمى إذا ما قيد عيّي القائدا
الرجز فلم يحل الحول حتى هلكوا غير واحد، وهو كما ترى قد أعيا قائدة، فقال عمر:
سبحان اللَّه! إن في هذا لعبرة وعجبا، فذكر القصة.
قلت: واسم الأعمى المذكور أبهلة، مضى في حرف الألف «٣» .
٦١٤٥ ز- عياض بن زعب:
بن حبيب المحاربي.
يأتي ذكره في ولده مسلم بن عياض في حرف الميم إن شاء اللَّه تعالى.
٦١٤٦- عياض بن زهير:
بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن ضبة «٤» بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.
(١) في أ: فأعطاهم.
(٢) سقط في أ.
(٣) في أ: وقاله الفاكهي في كتاب مكة.
(٤) أسد الغابة ت (٤١٥١) ، الاستيعاب ت (٢٠٣٥) .