قال: العاص بن هشام قتل يوم بدر كافرا، ذكره موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، ووافقوه على ذلك في جميع السير.
وأورد الحديث المذكور أبو الحسن بن قانع في ترجمة الحارث بن هشام، فكأنه ظنّ أن الحارث جدّ عكرمة لأمه. وهذا كلّه بناء على أن عكرمة بن خالد هو ابن العاص بن هشام المذكور، ولكن في الرواية عكرمة بن خالد آخر، واسم جدّه سلمة بن هشام، وهو ابن عم الّذي قبله. ويحتمل أن يكون الحديث لسلمة وهو صحابي مشهور «١» .
وقد أخرج الحديث المذكور أحمد في مسندة من طريق حماد بن سلمة، وقلّد الذهبي البغوي ومن تبعه، فرقم على العاص بن هشام في التجريد علامة المسند، وهو خطأ على خطأ.
وأغرب الطّبرانيّ فأخرج الحديث المذكور بعينه في ترجمة خالد بن العاص بن هشام، فكأنه جوّز أن يكون عكرمة بن خالد نسب لجده، وأنّ اسم أبيه أو عمه سقط، وليس كما ظن، قال «٢» ابن أبي حاتم- لما ترجم عكرمة بن خالد: سمي جدّه سعيد بن العاص بن هشام، فهذا أقرب إلى الصواب، ويكون صحابي هذا الحديث هو سعيد بن العاص، ومن يقتل أبوه ببدر كافرا لا يبعد أن يكون لابنه صحبة. ويكفي في ذلك أنّ الروايات التي ذكرها هؤلاء كلّهم لم يسمّ فيها جد عكرمة.
وقد وجدت ما يقوّي الّذي ذكره ابن أبي حاتم، وهو ما أخرجه البيهقي في الشعب، من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، عن أبيه، عن عكرمة بن خالد بن سعيد بن العاص المخزومي- أنه لقي عبد اللَّه بن عمر ... فذكر حديثا في ذمّ «٣» الخيلاء، فثبت من هذا كله أنّ الحديث من مسند سعيد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد اللَّه بن عمر «٤» بن مخزوم. واللَّه الموفق.
وقد وقع ذكر العاص بن هشام في حديث آخر مرسل، وهو غلط يتعيّن التنبيه عليه هنالك.
قال أبو بكر بن أبي شيبة في «مصنفه» : حدثنا هشيم بن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حيان، قال: مكث النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أربعين صباحا يقنت في الصبح بعد الركوع، وكان يقول في قنوته: «اللَّهمّ أنج المستضعفين من المؤمنين، اللَّهمّ
(١) سقط في ط.
(٢) في أ: فإن.
(٣) في ط: الجلاء.
(٤) في أ: عمر عبيد بن مخزوم.