قتال أهل الردة آثار وأشعار ذكرها ابن إسحاق في المغازي،
قال: حدثني يزيد بن رومان وعبد اللَّه بن أبي بكر- أن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى أكيدر بن عبد الملك- رجل من كندة، وكان على دومة، وكان نصرانيا، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنّك ستجده يصيد البقر ... »
فذكر القصة، وفيها: فقتل خالد حسّان أخا أكيدر، وقدم بالأكيدر على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فحقن له دمه وصالحه على الجزية وخلّى سبيله، فرجع إلى مدينته. فقال رجل من طيِّئ يقال له بجير بن بجرة ... فذكر له شعرا في ذلك.
قال ابن مندة: هذا مرسل، وقد وقع لنا مسندا.
ثم
أخرج من طريق أبي المعارك الشماخ بن معارك بن مرة بن صخر بن بجير بن بجرة الطّائيّ، حدثني أبي عن جدّي، عن أبيه بجير بن بجرة، قال: كنت في جيش خالد بن الوليد حين بعثه نبيّ اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم إلى أكيدر ملك دومة الجندل، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «إنك ستجده يصيد البقر» (١) .
قال: فوافقناه في ليلة مقمرة، وقد خرج كما نعته رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم، فأخذناه وقتلنا أخاه، وكان قد حاربنا، وعليه قباء ديباج، فبعث به خالد بن الوليد إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلم فلما أتينا النبي صلّى اللَّه عليه وسلم أنشدته، أبياتا منها:
تبارك سائق البقرات إنّي ... رأيت اللَّه يهدي كلّ هاد
الوافر
قال: فقال النبي صلّى اللَّه عليه وسلم: «لا يفضض اللَّه فاك»
(٢) . فأتت عليه تسعون سنة وما تحرّكت له سنّ.
وأخرجه ابن السّكن وأبو نعيم من هذا الوجه.
وأبو المعارك وآباؤه لا ذكر لهم في كتب الرجال.
وذكر سيف بن عمر في الفتوح أن بجير بن بجرة استشهد بالقادسية.
٥٩٠- بجير
بن أبي بجير (٣) العبسيّ- بموحدة- حليف الأنصار.
(١) أورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٠٢٧٦ وعزاه لأبي نعيم في الحلية وابن مندة وابن عساكر.
(٢) أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٥/ ٢٥١ عن عبد اللَّه بن أبي بكر وابن عساكر في التاريخ ١/ ٣٥٠.
وأورده ابن حجر في المطالب العالية حديث رقم ٤٠٦٥. والحسيني في إتحاف السادة المتقين ٦/ ٤٨٠، ٤٨١. والمتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ٣٠٢٧٦.
(٣) أسد الغابة ت (٣٦٤) ، الاستيعاب ت (١٦٣) ، الطبقات الكبرى ٣/ ٥٢٢، تجريد أسماء الصحابة ١/ ٤٣، معرفة الصحابة ١٦١.