من الصحابة قال بعضهم: إن الهجرة قد انقطعت، فاختلفوا في ذلك، فانطلقت إلى النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، فقال: «إنّ الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد» (١) .
وذكره ابن يونس في «تاريخ مصر» ، وأنه شهد فتح مصر، وروى عنه أهلها، وليست في الروايات الدالة على صحبته لغير أهل مصر عنه رواية. نعم
، روى الطبرانيّ بسند ضعيف، عن شهر بن حوشب، عن أبي عبد الرحمن الصنعاني أنّ جنادة الأزدي أمّ قوما ...
الحديث. وفيه: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «من أمّ قوما وهم له كارهون فإنّ صلاته لا تجاوز ترقوته»
(٢) . أورده الطبرانيّ في ترجمة جنادة هذا.
وهذا الخبران الأوّلان صحيحان دالّان على صحّة صحبته، ولم يصحّ عندي اسم أبيه.
وأخرج ابن السّكن في ترجمة جنادة بن مالك الأزديّ الحديث الّذي تقدم أول ترجمة جنادة بن أبي أمية. وتبعه ابن مندة وأبو نعيم.
والّذي يظهر أنه وهم واللَّه أعلم.
وقد فرّق ابن سعد وأبو حاتم وابن عبد البرّ وغير واحد بين جنادة بن أبي أمية الأزديّ وبين جنادة بن مالك الأزديّ، وأنكر عبد الغني بن سرور المقدسيّ على أبي نعيم الجمع بينهما. وقد ذكرت سلفة في ذلك.
ولهم جنادة بن أبي أمية آخر اسم أبيه كبير، بموحدة، وهو مخضرم، أدرك النبيّ صلّى اللَّه عليه وسلم، وأخرج له الشيخان وغيرهما من روايته عن عبادة بن الصامت، وسكن الشام، ومات بها سنة سبع وستين، وهو الّذي قال فيه العجليّ. تابعيّ ثقة من كبار التابعين.
وقال ابن حبّان في «التّابعين» : لا تصح له صحبة، وذكره ابن سعد، ويعقوب بن سفيان، وابن جرير في كبار التابعين وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: جنادة الأزدي له صحبة، وروى الليث: عن يزيد عن حذيفة الأزدي عنه.
قلت: وهو صاحب الترجمة، ولم يذكر اسم أبيه.
(١) أخرجه أحمد في المسند ٤/ ٦٢، ٥/ ٣٧٥. وأورده الهيثمي في الزوائد ٥/ ٢٥٤ وقال رواه أحمد وحيوة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات، وأورده المتقي الهندي في كنز العمال حديث رقم ١١٠١٨. وابن عساكر في تاريخه ٣/ ٤١١.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١/ ٤٠٧. وعبد الرزاق في المصنف حديث رقم ٣٨٩٣، ٣٨٩٥.
والطبراني في الكبير ٢/ ٣١٧.