أرقت لذكرة من غير نَوْب ... كما يهتاجُ موشي نَقِيبُ
أي مَنْقُوْب, والنُّوْب: النَّخْل، وهي جمع نائب، كما يقول: فارِهٌ وفُرْهٌ، قال أبو عبيدة: إنما سميت نُوْبًا؛ لأنها تضرب إلى السواد, قال أبو ذؤيب:
إذا لسعته النَّحْل لم يَّرْجُ لَسْعها ... وحالفها في بيت نُوْبٍ عوامل
ويقال: صرمت الرجل صَرْمًا، إذا قطعت كَلَامهُ, والصُّرْم: الاسم, والكَفْر: مصدر كَفَرت الشَّيْء، إذا غطَّيته وسترته, قال حُميد الأرقط:
فوردت قبل انبلاج الفَجْرِ ... وابن ذكاءٍ كامنٌ في كَفْرِ
قوله: ابنُ ذكاء، يعني الصُّبْح, وذُكاءُ: الشَّمْس, ويقال: رمادٌ مَكْفور، إذا سَفَت عليه الرِّيْح الترابَ فوارته, قال الأصمعي: أنشدنا أبو مهدي:
هل تعرف الدار بأعلى ذي القُوْر ... قد درست غير رمادٍ مكفور
مَكْتَئِب اللون مروح مَمْطور ... أزمان عَيْناءُ سُرُور المَسْرُور
عيناءُ حوارءُ من العين الحِيْر
إنما قال : الحِيْر لمكان العين, ومنه قيل: رَجُل كافر، إذا لبس فوق درعة ثَوْبًا, ومنه سمي الكافرُ كافراً، لأنه يستر نِعْمة الله, ومنه قيل للَّيْل: كافر، لأنه ستر بظلمته ووارى, قال لبيد:
حتى إذا ألقت يداً في كافر ... وأجنَّ عورات الثغور ظَلَامُهَا
يعني الشَّمْس، أنها بَدَأَتْ في المَغِيب, والكافِرَ: البَحْرُ, والكَفْرُ: القَرْيَةُ, وَجَاء في الحديث: "يُخرجكم الروم منها كَفْرًا كَفْرًا"، أي قرية إلى قرية, والكُفْر: مصدر كَفَر بالله كُفْرًا, والبَسْر: مصدر بَسَر الرجلُ، إذا كَلَح, والبَسْرُ أيضاً: أن يضرب الفحل الناقة على غير ضَبَعة, والبَسْر: أن يُنكأ الحِبْنُ قبل أن ينضج, الحِبْن: ما يعتري في الجسد, فيقيح ويرم، والجميع الحُبُون, والبُسْر: الماء الطري الحديث العهد بالمطر, والنَّقْب: مصدر نقب الحائط ينقبه نَقْبًا, والنَّقْب: الطريقُ في الجَبَل، والجميع نِقَاب, والنُّقْب: جمع نُقْبة، وهي القطعة من الجَرَب, قال دُريد:
ما إن رأيتُ, ولا سمعت به ... كاليوم طالي أينُق جربِ
متبذلا تبدو محاسنه ... يضع الهناء مواضع النُّقْب