باتت تَنُوْشُ الحوض نَوْشًا من عَلَا ... نَوْشًا به تقطع أجواز الفَلَا
ومنه المُنَاوَشَة في القتال, ويقال للفرس إذا مر منفلتاً يعدو فاتبع ليرد، وللبعير إذا نَدَّ فاتبع: اتبع فلان البعير فما ثَنَاه، واتبع فلانٌ البعير فما صَدَغَهُ, ويقال: قد اعتقل لسانُ فلانٍ فما يُبينُ كلمة، واعْتَقَل لسانُه فما يُفِيضُ كلمة, وقد ظل فلان يَتَنَمَّر لفلانٍ إذا تنكر له وأوعده, وظل يَتَذَمَّر على فلان، وظل يَتَنَغَّر على فلان، كل ذلك سَوَاءٌ, ويقال: ضرب فلانٌ فلاناً فما أَقْلَعَ عنه حتى صاح، "وما أَنْجَمَ عنه حتى صاح"، وما أَفْرَشَ عنه حتى صاح، وما أَنْقَرَ عنه حتى صاح، كل ذلك سواء, وجاء في الحديث: "ما كان الله لِيُنْقِرَ عن قاتل المؤمن" , وقال الشاعر١:
وما أنا عن أعداء قومي بِمُنْقِرِ
وقال الآخر٢:
ننعلوهم بقضب منتخله ... لم تعد أن أَفْرَشَ عنها الصَّقَلَهْ
وقال الآخر:
أَنْجَمَتْ قرة الشتاء وكانت ... قد أقامت بكلبة وقطارِ
ويقال: ضرب فلانٌ يد فُلانٍ فَأَطَنَّها، إذا أَنْدَرَها, "وضرب فلانٌ يد فلان فَأَتَرَّها، وضرب فلانٌ يد فلانٍ فَأَطَرَّهَا"، وضرب فلانٌ يد فلانٍ فَأَخَّرَها "وخرت"، كل ذلك سواء, وقد طَنَّت "وَتَرَّتْ" وَخَرَّتْ هي.
ويقال: فلانٌ نَمُومٌ وفلان نَمَّامٌ وفلانٌ نَمٌّ، إذا كان ينقل حديث الناس, وفلان قَتَّات, ويقال: فلانٌ كتم شَهَادَتَه، وقد كَمَى شهادته فهو يَكْمِيها, ويقال: مَرَّ فلان يركض فرسه، ومَرَّ يَمْرِيه بعقبه, ومَرَّ يستدره بعقبه، ومَرَّ يستوشيه بعقبه، كل ذلك إذا طلب ما عنده ليزيده.
ويقال: قد أَوْشَاه يُوشِيه، وقد استحثه بكلاب أو مِحْجَن, قال جندل بن الراعي:
جَنَادف لاحق بالرأس منكبه ... كأنه كَوْدن يُوْشِي بكُلَّابِ
١ هو ذؤيب بن زنيم الطهوي, كما في: "اللسان": نقر.
٢ هو يزيد بن عمرو بن الصعق, كما في: "اللسان": فرش.