والوهْنُ: بعد ساعة من الليل وساعتين، وقوله: ينْسُبْنَ كل صادقة، يعني أنها تَمُرُّ بالقطا، وهي ترد الماء، فتثيره عن أفاحيصه فيصيح: قَطَا قَطَا، فذلك انتسابه، وقوله: تُباشر عرماً، يعني بيضها، والأَعْرَم: الذي فيه سواد وبياض، وكذلك بيض القطا، قال الرَّاجز:
حَيَّاكةٌ وَسْطَ القَطيع الأَعْرَمِ
وقوله: غير أزواج، يعني أن بيض القطا يكون فرداً: ثلاثاً أو خمساً، وقوله: حتَّى سَلَكْنَ الشَّوي مِنْهُن في مَسكٍ، أي أدخلن قوائمهن في الماء، فصار لها بمنزلة المَسَكِ، وقوله: من نَسْلِ جَوَّابةٍ، يعني الرِّيح، أنها تستدر السحاب فيمطر، فالماء من نسلها، والريح تجوب الآفاق، أي تقطعها، ومهْداج، من الهَدَجَةِ، وهو حنين النَّاقة على ولدها، والعَرْك: مصدر عَرَكَ الأديم يعرُكه عَرْكًا، وعرك أذنه يعركها، والعَرَك: الملَّاحون، واحدهم عَرَكيٌّ، كما يقال: عربيٌّ وعرب، قال زهير:
يغشي الحداةُ بهم حُرَّ الكثيب كما ... يُغشِي السَّفَائِنَ موج اللُّجذة العَرَكُ
والمَلْكُ: ما مُلِكَ، يقال: هذا مَلْك يدي ومِلْك يدي، ويقال: ما لأحد في هذا مَلْكٌ غيري ومِلْك، ويقال: الماءُ مَلَكُ أَمْرٍ، أي إذا كان مع القوم ماءٌ مَلَكوا أمرهم، قال أبو وَجْزَةَ:
ولم يكن مَلَكٌ للقوم ينزلهم ... إلَّا صلاصلُ لا تُلْوِي على حسبِ
أي يُقسم بينهم بالسوية لا يؤثر به أحد، ويروي: تَلْوِي، والمَلَكُ: الواحدُ من الملائكة، وأصله مَلَأَك بالهمز، فتُرك همزُه، وهو مأخوذ من الألوك والمألَكة والمألُكةِ، وهي الرسالة، قال الشاعر:
فلستَ لإنسيٍّ ولكن لمِلْأَكٍ ... تنزل من جو السماء يصُوبُ
والفَرْكُ: مصدر فركتُ الثوب أفركهُ، وفَرَكْتُ السُّنْبل أفركه، والفَرَك: استرخاء في أصل الأذن، يقال: أذن فركاءُ بينة الفرك، والسَّهْكُ: السَّحْق، وهو السهج أيضاً، يقال: سهكت المرأة طيبها وسهجته، إذا سحقته، ومنه ريح سَيْهُوك وسَيْهُوج، والسَّهَك: سهك اللحم، والحَنْك: مصدر حنك الدابة يحنكها حنكاً، إذا شد في حنكها الأسفل حبلاً يقودها به، وقد احتنك دابته مثل حَنَكَها، ويقال: قد احتنك الجرادُ الأرض، إذا أتى على نَبْتِها، وقول الله جل ذكره: {لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ