والبحّ أيضا يطلقونه على نوع من البط كبير يسمونه أيضا: البط السوداني. وسموه بحا من حكاية صوته لأن له فحيحا كفحيح الأفعى, مستديم, كأن بصوته بحة. وبُح صوته بمعنى أصابته بحة من برد أو غيره. صبح الأعشى ج ٣ ص ٢٨٨: «جنس البواقير من الطير, وهو المعروف بالبح». سكردان السلطان, النسخة الجديدة المخطوطة أوّل ص ٧: في صوته بحاحة.
ويقال له: طير البح, ويظهر أنه يريد غير المعروف الآن.
بَحْر: يطلقونه على النيل, فيقولون: يوم جَبْر البحر, وهو عندهم لكل نهر. فإن أرادوا البحر قالوا: البحر المالح, وله أصل في «اللغة». وفي التاريخ اعتراض المعز لدين الله الفاطمي على القائد جوهر الصقلي في عدم بنائه القاهرة على البحر, وهو يريد نهر النيل. ابن إياس ج ٣ ص ١٨٢ استعماله بحر النيل. وبحر النيل من أعلام الجواري السود في مصر. سرح العيون ص ١٦٨: «الحبران للملح والعذب, من التغليب, والأصل أن البحر خاص بالملح».
وبَحَريّ: أي الشمال عندهم, لأن البحر شمال الفطر المصري. صبح الأعشى ج ٣٣ ص ٢٢٨: «أهل مصر يسمون الشمال: الجهة البحرية». وقد تكون الدار من دور السواحل غربيُّها البحر بحسب اتجاه الساحل, ومع ذلك يقولون للجهة الشمالية منها: بحريّ. خطط المقريزي ج ١ ص ١٥: قول أهل مصر قبلي للجنوبي, وبحري للشمالي, وما ينشأ عن ذلك من الخطأ. وفي أول