وأصحابه. وقد تناول القسم الأوّل منه البحث في أنساب العرب وفضائل الصمت, وهو مأخوذ من مقتطفات طويلة لم يعرف عنها شيء حتى الآن, واسم مؤلفه «ابن وهب» وقد عاش في القرن الثامن. وسيكون هذا الأثر النفيس ذا فائدة عظيمة في تفهم تطورات الآداب العربية أو الأحاديث الإسلامية في عصور التاريخ المقبلة.
بوظ: بَوظ الشغل: أي أتلفه, وقد يتوسع فيطلق على الإبطال فيقال: بوظ البيت: أي أبطله وهدمه الخ. وشيء بايظ: أي تالف لا ينفع, ولعله من البوظة لأن شاربها لا يُحكِم شيئا.
بُوظَة: خمر معروفة تتخذ من القمح والخبز, ويقال: بوزة. وأكثر من يشربها السودان, والبوظة تشرب في الدلق. راجعها في حرف الدال. «ابن بطوطة» ج ١ ص ١٩٨: البوزة: وهي نبيذ الذرة أي الدُّخن. «الخطط التوفيقة» ج ٨ ص ٨٨: البوزة, وهي: المِزْر والفقاع, وذكر في (سوبية). «المقتطف» ج ٤٩ ص ٤٧٨: هيرودوتوس ذكر البوزة في تاريخه, وقال إنها خمير الشعير. ومن أغنيات المُكَدِّين قولهم: وسعيدة كانت مزّارة, وتحب طبيخ البيصارة, تروح الغيط تجيب (تأكل) مخّيط, وتحب النوم في الخمارة. فقولهم هنا يدل على أنهم يريدون بمزّارة من تشتهي البوظة. وبعضهم يرويه: بزارة, والأوّل أعرف.