إن أفندينا صلى بجامع القلعة ثم شرف دست ديوانه. ودخل عليه للتهنئة من بلغوا رتبة القبوجي باشية والخواجكان ومن يضاهيهم. وأمرهم أن يتسربلوا بلباس كلباس العساكر الجهادية. وجعل لهم عشر مراتب يتميز بها بعضهم عن بعض كما جعل أيضا لجنود الجهادية. وأمرهم أن يضعوا على كسوتهم حسب مقدرتهم ماسا وذهبا علامة أنهم حازوا لديه شرفا .. الخ.
جاء في صحيفة الوقائع المصرية, عدد ٢٤, غرة ذي القعدة سنة ١٢٤٤ ما نصه:
لقد كان المسلمون أولا يستعملون اللباس الكافي لحفظ الجسد على الوجه الشرعي من غير إفراط ولا إسراف, غير أنه بسبب مرور الأزمان تجاوزوا الحد المشروع والقدر المعروف اتباعا لهواءهم (١) وحسدا من أمثالهم, وصاروا يسرفون أموالا غزيرة على كسوتهم, فوقعوا في تكليفات عظيمة, ومصاريف وافرة, فكأنهم زعموا أنّ شرفَ الإسلام بالحلل الفاخرة, وهذا باطل من وجهين.
أَوّلاً: لأن شرف أهل الملة الإسلامية جميعهم بحلة الإيمان ولباس التقوى, وذلك ظاهر (فلله الحمد والمنة على ذلك) ثانيا: أنّ شأنَ أولى المناصب العلمية والسيفية وغيرهم من أتباع الباب العالي, مع تشرفهم بظل صاحب الشوكة السلطانية, لا يحتاج إلى اللباس الفاخر, إنما رسوم الدولة والقوانين الملكية والأصول النظامية جميعها فلم تكن مرتبة إلا لأجل الجهاد الذي تظهر به شعاير (٢)
(١) الصواب: لهواهم.
(٢) شعائر.