بغداد في ٣١ آذار سنة ١٩٢٤.
إلى حضرة جلالة الملك المعظم فيصل الأول ملك العراق, حرسه الله, يا صاحب الجلالة, سيدنا الملك, لم أكد أفارق أمس جلالتكم, إلا وتذكرت الكلمة المؤدية للفظة الإنكليزية: تيم Team, وهي بالعربية: القبيل, ولما تذكرتها عرضتها على أصحابي, وعرضت عليهم أن أعود إلى جلالتكم لأذكرها لكم فقالوا: دعها إلى غد, وسيرها إلى مقامه بالبريد. وهذا ما أفعله الآن.
وقد تذكرت هذه الكلمة لأَنيِّ كُنْتُ قد طالعت في بعض كتب الأقدمين من السلف: أن للعرب لعبة تعرف بالدعلجة يقسم فيها اللاعبون إلى قبيلين, ويكثرون فيها الجيئة والذهاب, ممثلين فيها الحرب إلى أن يغلب فيها القوي الضعيف, بأن يجر القوي إلى موقفه من يستطيع أن يجره من غير أن يتمكن رفقاؤه من إنقاذه من يدي القوي.
وهذه اللعبة تعرف عند الفرنسيين باسم Barres, وعند الإنكليز باسم: Base وسماها بعض العرب: لعبة المحاربة. ولما جئت الدير لأفتش عن الكتاب الذي طالعت فيه هذه الكلمة لم أقع عليه, لكني وجدت في لسان العرب: «القبيل: الجماعة من الناس يكونون م الثلاثة فصاعدا من قوم شتى, وقد يكونون من نحو واحد» وهذا هو المطلوب.