الحِمْل - بكسر فسكون - في اصطلاح الخردجية: ثوب أو نمط أو نحوهما, يبسطه البائع في الأسواق, وينضد عليه السلع المعروضة للبيع, سمّوه بذلك؛ لأنهم يحملون فيه أيضا سلعهم في غدوّهم إلى الأسواق, ورواحهم منها ....
وكانت العرب تتخذ لذلك حصيراً منقوشاً أو «نطعا» أي بساطاً - من أدم تنقشه, وتزيّنه, وتعرض عليه المتاع أو تحمله فيه, وتطوف به, وتسمّيه: المَبناه (١) بفتح الأوّل وكسره, وسكون الثاني.
وأصل المبناة: أديم يجعل كهيئة القبة, ليكون خِدْراً. ولما كانت الأنطاع: تتخذ منها القباب قيل للواحد: مبناة أيضاً, وإن لم يكن مجعولاً قُبة. قال في «القاموس» (المَبناة - ويكسر: النطع والسِّتر) ... وجاء به النابغة الذبياني بمعنى النطع الذي للتاجر, في قوله:
كأنَّ مجرَّ الرامسات ذيولها ... عليه قضيم نمَّقته الصَّوانع
على ظهرِ مبْناةٍ جديد سيورها ... بطوف بها وسط اللطيمة بائعُ
قال العلامة البغداديّ في شرح شواهد شرح الرضى على الشافية في كلامه على البيتين: المبناة هي كالخدر تتخذ للعروس يبني بها زوجها فيه, ولذلك سميتْ مبناة. وكانوا ينقشون النّطع بالقُضم وهي الصحف البيض تقطع وينقش بها الأدم تلزق عليه وتحزز. وقال الأصمعي: كانوا يجعلون الحصير المزين المنقوش على نطع, ثم يطوفون به للبيع إلى أن قال: يقول «القضيم الذي هو هذا الحصير على هذا النطع, يطوف بها بائع في الموسم. قال الأصمعي: كان من يبيع متاعاً يفرش نطعاً ويضع عليه متاعه ... والنطع يسمى: مبناة: فيقول: نشر التاجر
(١) انظر مجمع الأمثال للميداني ج ٢ ص ٢٩٨: هنا خطّ جدّ من المبناة, ففيه ما بسوّغ استعمال المبناة للحمل إلخ.