«فلما كملت أمر الفعلة أن ينقشوا فيها صور الأقاليم السبعة, ببلادها وأقطارها وسِيفها وريفها وخلجانها وبحارها ومجاري مياهها ومواقع أنهارها وعامرها وغامرها, وما بين كل بلدين منها وبين غيرها من الطرقات المطروقة والأميال المحدودة والمسافات المشهودة والمراسي المعروفة, على نص ما يخرج إليهم ممثّلا في لوح الترسيم».
واختار لها ابن خلدون إمام المؤرخين في اختيار الألفاظ لفظ (المصوَّر) فقال: «وجزيرة العرب يحيط بها البحر من ثلاث جهاتها: فبحر الهند من الجنوب, وبحر فارس الهابط منه إلى البصرة من المشرق, وبحر السويس الهابط منه إلى السويس من أعمال مصر من جهة المغرب كما تراه في مصور الجغرافيا».
وتلقفه عنه بعض مؤرخي الترك, كما رأيته في مؤلفاتهم. وهو - بلا ريب - يفضُل لوح الترسيم, لدلالته بمفرده على المراد - وعبّروا به.
المكتبة الصقلية, قبل وسط ص ١٨: استعمال السيد الإِدريسي لوح الترسيم للخريطة. وانظر أول ص ١٩.
مسالك الأبصار للعمري ج ١ ص ٢٦ و ٢٧: لوح الرسم مكررا. وفي ص ٢٩: لوح الدائرة. وبالحاشية أنه المايموند.
ويطهر أنهم قديما أطلقوا الخريطة على الأوراق نفسها. مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق ج ٢ ص ٢٩: استعمالهم المخطط للخريطة.
والخريطة: لفظة عربية, ولكن لا مناسبة بينها وبين الورقة المرسوم, لأنها هَنَة مثل الكيس؛ تكون من الخرق والأدم, توضع فيها كتب السلطان إلى عماله ثم تشرج على ما فيها ويبعث بها.
ولم يزل بدو مصر يستعملون الخريطة, ويريدون بها الكيس الذي توضع فيه ضروع الضأن والمعز لمنع أولادها من الرضاع.